وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات مروحية عسكرية إسرائيلية لقصف مواقع فلسطينية في جنين منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، بحسب مصدر أمني فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لوكالة «فرانس برس».
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل خمسة أشخاص وإصابة 91 آخرين، منهم 23 بجروح بين خطيرة وحرجة، خلال مداهمة مدينة جنين ومخيمها، وأصيب مصور إحدى القنوات التلفزيونية خلال تغطية الأحداث.
وشاهد مصور وكالة «فرانس برس» في المدينة التي تشهد مواجهات متكررة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، اشتباكات عنيفة، وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أن قوات إسرائيلية استهدفت مركبتي إسعاف بالرصاص الحي، ما تسبب بأضرار مادية، مؤكداً أن القوات عرقلت وصول سيارات الإسعاف للمصابين.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن مروحيات عسكرية من نوع «أباتشي» فتحت النيران تجاه من وصفهم بـ«مسلحين»، خلال عملية روتينية تهدف لاعتقال مشتبه فيهم من حركتي «حماس والجهاد»، ثم وقع خلالها تبادل كثيف لإطلاق النار.
وأدان مجلس الوزراء الفلسطيني العدوان على جنين، وأكد أن «الصمت الدولي والمعايير المزدوجة يشجعان الحكومة الإسرائيلية على ممارسة المزيد من القتل والهدم والترويع ضد أبناء الشعب الفلسطيني»، وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية العدوان قائلة إنه «يشكل تصعيداً خطيراً في ساحة الصراع، واستنجاداً إسرائيلياً رسمياً بدوامة العنف».
كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية العدوان الإسرائيلي الواسع على مدينة جنين ومخيمها، وما يرتكبه الجيش الإسرائيلي من جرائم. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبوعلي، في بيان، إن «هذا العدوان على جنين يأتي استمراراً وتصعيداً للحرب المفتوحة على الشعب الفلسطيني»، محملاً الحكومة الإسرائيلية تبعات وتداعيات هذا العدوان الشامل وهذا التمادي المستمر بارتكاب المزيد من الجرائم، بما فيها جرائم الاستيطان وإرهاب المستوطنين.
وأصدر البرلمان العربي بياناً أدان فيه «العدوان الإسرائيلي الدموي على مدينة جنين»، معتبراً ما حدث في جنين من قصف للطائرات والصواريخ وإطلاق للنار وللغاز السام، تصعيداً عسكرياً ينذر بتفجر دوامة جديدة من العنف، وحمّل حكومة اليمين الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما يحدث. وندد البرلمان بالصمت الدولي حيال ما يجري في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً منذ تولي حكومة بنيامين نتنياهو الحكم وتصريحات وزرائه التي تحرض على العنف والقتل. وأكد أن الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمدن الفلسطينية المحتلة مع استمرار الجمود الكلي في العملية السلمية يدفع باتجاه تصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
ودعا البرلمان العربي المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان والإدارة الأميركية إلى التدخل الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته ومدنه، ومحاسبة مرتكبيها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل.