ذكرت صحيفة صدى الاقتصادية أن هناك أنباء بإيقاف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله عن العمل. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصدر مسؤول أن رئيس ديوان المحاسبة طرابلس خالد شكشك هو من سيوقف صنع الله عن العمل.
وكان رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك حذر من تداعيات حجب مؤسسة النفط الإيرادات عن مصرف ليبيا المركزي. قائلا: إن ما قامت به تصرف غير معتاد ومخالف لكل القوانين والتشريعات المعمول بها”.
وتابع شكشك :”خاطبنا المؤسسة أكثر من مرة في هذا الشأن والتنبيه على أنّ ماتقوم به مخالفة قانونية. ومخاطرة كبيرة على الأموال العامة”.
وأردف، في تصريحات نقلتها صحف محلية أن قرار حجب الإيرادات عن مصرف ليبيا المركزي من جانب مؤسسة النفط. سينعكس بشكل سلبي على الاقتصاد خاصةً فيما يتعلق بقيمة العملة، وتوفير احتياجات المجتمع التي من أهمّها العلاج.
يأتي هذا في ظل أزمة سياسية محتدمة تعاني منها ليبيا، بعد تشكيل البرلمان الليبي، لحكومة جديدة برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، لتحل محل الحكومة الحالية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي امتنع عن تسليم السلطة، وصعد من حدة لهجته تجاه كل من البرلمان والكيانات السياسية المتحالفة معه، مدخلاً البلاد في صراع جديد على الشرعية.
والجدير بالذكر أن السبب في تشكيل حكومة الإستقرار الجديدة أتى بعد فشل الدبيبة في التمهيد وعقد انتخابات رئاسية في موعدها في 24 ديسمبر الماضي، ناهيك عن سلسلة من المخالفات التي شابت عملية الترشح لهذه الانتخابات، التي أتى معظمها من جانب الدبيبة وحاشيته.
ويتمسك الدبيبة الآن بالسلطة متذرعًا بخطته لإجراء الإنتخابات في يونيو المقبل، الخطة التي بحسب المراقبين، لا تتعدى كونها مجرد مماطلة وتصعيد سياسي لا طائل لهما، فمن فشل في إجراء انتخابات وفق خارطة طريق وبمساعدة جميع الكيانات السياسية في البلاد، وتركيزه على نفسه وعلى شعبويته، لن يخرج بنتائج ملموسة وتصب في الصالح العام. وبحسب المراقبين، هذا ما دفع البرلمان لتشكيل الحكومة الجديدة للمضي بالعملية السياسية في البلاد دون عراقيل.
وبالعودة إلى أنباء إيقاف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، علق محللون سياسيون على ذلك بالضربة الموجعة للدبيبة، الذي ينهار محوره تدريجيًا، ويفقد حلفائه مع مرور الأيام، ناهيك عن سلسلة الإستقالات التي طالت حكومته نفسها وزعزعت من موقفه.
وأشار المحللون الى أن خضوع الدبيبة لمطالب البرلمان سيحدث في وقت أقرب مما يظن العديد، وانهياره وتسليمه العاصمة لباشاغا أصبح وشيكًا، حيث أصبح معظم الساسة في البلاد من المؤيدين للحكومة الجديدة، من مجلسي النواب والدولة، إلى القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، وصولاً إلى المجلس الرئاسي، وكل من يعارضهم يتم تنحيته عن المشهد.