أعلن الاتحاد الأوروبي والنيجر اليوم الأحد، إطلاق خطة مشتركة للتصدي لتهريب المهاجرين ومنع تدفقهم إلى ليبيا ، والراغبين في الوصول للسواحل بليبيا.
واعتبر بيان صحفي مشترك صادر عن دولة النيجر والاتحاد الأوروبي، يوم أمس السبت، «أن مكافحة تهريب المهاجرين تمثل تحديًا مشتركًا يتطلب تعاونًا وتنسيقًا قويين مع الدول الشريكة الرئيسية على طول طرق الهجرة، بما يتماشى مع نهج الاتحاد الأوروبي الشامل للهجرة».
وأبرز البيان، إشكالية المنطقة التي تقع فيها النيجر في «قلب منطقة الساحل، وهي منذ عقود على مفترق طرق لتدفقات الهجرة إلى شمال وغرب أفريقيا وإلى الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن كونها مقصدًا للمهاجرين». ولفت المصدر إلى جهود النيجر الكبيرة للتصدي لتهريب المهاجرين والمساعدة في إجلاء الأفراد المتضررين من ليبيا وضمان عودة كريمة للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوطانهم.
تعطيل نموذج أعمال مهربي البشر
وفيما يتعلق بمضمون إجراءات الشراكة التشغيلية، فإنها تشتمل على ضمان تكيفها مع السياق المحيط بالهجرة وتطور الظاهرة نفسها، الأمر الذي سيعزز نجاح مهمة فريق التحقيق المشترك في النيجر، حيث يعمل مسؤولون من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنيجر جنبًا إلى جنب، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، على تعطيل نموذج أعمال مهربي البشر والشبكات الإجرامية وفق البيان ذاته.
ومنذ العام 2017 تم اعتقال أكثر من 700 مجرم وبدء أكثر من 400 دعوى قضائية، إذ ستعمل الشراكة التشغيلية على تعظيم تأثير فريق العمل المشترك وتقوية الروابط مع تفعيل الأنشطة التشغيلية الأخرى في المنطقة للتصدي لتهريب المهاجرين. وأضاف البيان، أنه سيتم أيضًا إطلاق حملات إعلامية وتوعية جديدة لشرح مخاطر الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين، فضلًا عن تحديد البدائل الممكنة.
بدوره، قال وزير الداخلية في النيجر حمدو أدامو سولي: «إن تنفيذ هذه الشراكة التشغيلية للتصدي لتهريب المهاجرين يتوافق تمامًا مع الإجراءات والأنشطة في إطار البرنامجين الثاني والثالث من خطة العمل المنصوص عليها في سياستنا الوطنية للهجرة. وسيتيح لنا ذلك العمل معًا لحماية المهاجرين بشكل أفضل وتأمين حدودنا وتحقيق هدفنا النهائي، وهو تحسين الظروف المعيشية للمهاجرين والمجتمعات المضيفة لهم».
كما شرح الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن توقيع اتفاق عمل بين الاتحاد الأوروبي وساحل النيجر سوف يقود إلى تحسين هياكل إدارة الحدود واتخاذ إجراءات صارمة ضد المتاجرين بالبشر والمهربين وأولئك الذين يسعون للاستفادة من محنة الرجال والنساء والأطفال المهاجرين.
وفي الشهر الماضي، كشفت وزارة الدفاع بدولة النيجر العثور على عشر جثث لمهاجرين غير شرعيين في وسط الصحراء، في بلدة ديركو في شمال النيجر بالقرب من ليبيا.
وتعد الصحراء الكبرى من أكثر طرق الهجرة خطورة وفتكًا في العالم، ووفقًا لمشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، تم توثيق أكثر من ألفي حالة وفاة في صفوف المهاجرين منذ العام 2014، في الصحراء الكبرى وحدها، لكن الخبراء يعتقدون أن الأرقام أعلى.