مقالات

في ذكرى عبد الناصر وانفصال الوحدة: الأمة العربية بين الماضي المجيد والتحديات الراهنة”

 

بقلم: أحمد قذاف الدم المسئول السياسي لجبهة النضال الوطني الليبية

تمر اليوم ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، حيث الأمة العربية تشهد حالة من الانقسام والضعف بعد غياب المشروع القومي وروح التحدي التي كانت تجسدها ثورة يوليو. عبد الناصر، الذي انحاز للفقراء وحرر العمال وسخر مقدرات الشعب لتحقيق استقلاله، كان رمزًا للمقاومة حينما أمم قناة السويس وواجه العدوان الثلاثي. مواقفه حينها هزت مشاعر الأمة وأشعلت فيها الأمل. واليوم أيضًا تمر ذكرى انفصال الوحدة بين مصر وسوريا، التي لو استمرت لما كانت الأمة في هذا الوضع المأساوي.

 

بعد وفاة عبد الناصر، خرجت الملايين في العالم العربي لتبكيه، لكن أعداءه الذين اعتقدوا أن رايته قد سقطت خاب ظنهم. الزعيم الليبي معمر القذافي التقط رايته، وشباب الأمة حملوا نفس الأمل والطموح في مواجهة نفس الأعداء. إلا أن الأعداء تكالبوا على كل من حاول أن يقدم مشروعًا قوميًا يدافع عن الأمة، حتى سقط القذافي شهيدًا بيد قوات حلف الناتو في 2011.

 

اليوم، الأمة تتعرض لمؤامرات تفتيت وضغوط غربية، حيث يُقاد العالم العربي نحو مشروع صهيوني لتدمير قدراته. الربيع العربي أسفر عن تدمير جيوش أربع دول عربية، وتشريد الملايين، وإهدار مئات المليارات من ثروات الأمة، كما أنه تسبب في انهيار دول كانت يومًا رمزًا للحضارة.

 

ما يحدث الآن في فلسطين ولبنان والسودان يعكس حجم المخاطر، ولا يكفي الدعاء لتغيير الواقع. الأمة العربية تمتلك من الإمكانات المادية والمعنوية ما يجعلها قادرة على الهيمنة على الممرات البحرية الاستراتيجية من مضيق جبل طارق إلى باب المندب. إلا أن ضعف الإرادة السياسية والاقتصادية جعل الأمة في موقف خضوع أمام قوى أجنبية.

 

في هذه الذكرى، بات من الضروري إحياء المشروع القومي العربي الذي اقترحه القذافي في الجامعة العربية، والذي يهدف إلى توحيد الأمة دفاعًا عن شرفها وحقوق شعوبها. مثلما وحدت دول أوروبا جهودها مع الحفاظ على سيادة دولها، يجب أن تسعى الأمة العربية لتوحيد قدراتها العسكرية والاقتصادية، ورفع القيود على الحركة والتنقل بين شعوبها.

 

على شباب الأمة اليوم أن يتحملوا مسؤولياتهم في مواجهة التحديات، وأن يسعوا لتحقيق الوحدة العربية التي طالما حلمت بها الشعوب.

 

 

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى