رغم مرور أشهر على نيل حكومة باشاغا الثقة من مجلس النواب لم تحظى هذه الحكومة بفرصة إجراء إصلاحات أو حتى العمل كحكومة، بسبب إستمرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الصلاحية عبدالحميد الدبيبة بتمسكه بالسلطة.
في ظل عدم وجود موقف ثابت من قبل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من حكومة الدبيبة في طرابلس. مما يدل على حرصهم على استمرار الأزمة الليبية، وإبقاء البلاد في حالة الفوضى السياسية.
يُشار الى أن حكومة الدبيبة كانت من أهم واجباتها العمل على إجراء الإنتخابات في 24 ديسمبر الماضي، إلا أنها فشلت في ذلك وكان رئيسها من أهم المعرقلين للإنتخابات.
ناهيك عن فشلها في حلحلة الأزمات المعيشية للمواطنين الى الآن، وأزمة الكهرباء في المنطقة الغربية من أهم المواضيع التي يتم مداولتها في وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة.
فمن جهته، توقع سعيد امغيب، عضو مجلس النواب، أن أزمة الكهرباء ربما تكون مفتعلة من أجل تمرير صفقة مولدات للطاقة، في ظل احتياج المواطنين إليها للتغلب على الأزمة.
حيث قال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “إن الإعلانات في الفيس بوك عن مولدات كهرباء بمختلف الأشكال والأحجام، أكثر من وعود عبد الحميد الدبيبة الكاذبة”.
وتابع: “شخصياً لا استبعد أن تكون هناك صفقة مولدات لأحد أقارب أو صبيان الدبيبات، من أجل أن تتم يجب أن يتكرر انقطاع التيار الكهربائي على المواطن، ولابد أن يكون هنالك كبش فداء يتحمل مسؤلية الانقطاع فكان وئام العبدلي أضحية الدبيبات لهذا العام”.
يُذكر أن الدبيبة، أصدر قراراً بإيقاف مجلس إدارة شركة الكهرباء وإحالته إلى التحقيق. وبحسب قرار الدبيبة رقم 288 لسنة 2022 يعين (مدير شركة الخدمات العامة) محمد إسماعيل مديرًا عامًا مؤقتا لشركة الكهرباء.
وفي السياق، ذكّرت السيدة اليعقوبي، عضو مجلس النواب ولجنة الحوار السياسي، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، بوعده أمام ملتقى الحوار السياسي بحل أزمة الكهرباء خلال 10 أشهر على أقصى تقدير.
وقالت اليعقوبي: “جمّد مجلس إدارة شركة الكهرباء ويعين محمد إسماعيل مدير تنفيذي، في محاولة فاشلة لامتصاص غضب الشارع رغم أن مجلس الإدارة شريك فيما يحدث”.
وأضافت: “لكن المشكلة الأساسية فيك يا دبيبة للتذكير بكلامك مردود عليك يا دبيبة مع علمنا بأنك لا عهد لك ووعودك جميعها وعود غير ملزمة”.
أزمة الكهرباء التي تمر بها ليبيا في ظل هذا الصيف الحار، واحدة من أزمات كثيرة مرتبطة بفشل وفساد وإنتهازية الدبيبة وشركائه في السلطة، الذين يبيعون الشعب وطنيات ويوعدونه بوعود فارغة، كأزمة النفط والوقود وإرتفاع أسعار الدقيق وغيرها الكثير.
في وقت تمر به البلاد مرة أخرى بأزمة الحكومتين المتصارعتين على الشرعية، والتي تُنذر ربما بنشوب نزاع مسلح جديد، خصوصاً وأن الميليشيات في طرابلس وماحولها تعود للإشتباكات الدامية بين الحين والآخر.