أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بيانا رصدت فيه جرائم تركيا في المناطق السورية، ومحاولات التغيير الديمغرافي التي تنفذها أنقرة بمساعدة التنظيمات الإرهابية لتكريس الاحتلال والتقسيم للأراضي السورية.
وقال بيان صادر عن الإدارة اليوم الثلاثاء:”يُصادف العشرين من شهر كانون الثاني الذكرى السنوية الرابعة للهجوم التركي على عفرين، أربع سنوات من أفظع الانتهاكات والممارسات التي لا صلة لها بأيّة معايير أخلاقية أو وجدانية، ساهمت المجموعات المتطرفة والمرتزقة المدعومة من قبل تركيا وبإشراف تركي مباشر؛ بضرب الاستقرار وتهجير الأهالي من عفرين واحتلالها بعد هجومهم البربري بعد أن كانت عفرين ملاذاً آمنا لأكثر من 180 ألف شخص من الذين قصدوها من خارج عفرين هرباً من ويلات الحرب السورية.”.
وتابع اليوم وبعد أربع سنوات من ممارسات المرتزقة في هذه المناطق المحتلة والتي تُعبّر بشكل واضح عن نوايا تركيا الدنيئة في ضرب استقرار مناطقنا والنيل من التجربة الديمقراطية لشعبنا، وعرقلة مسار الاتفاق والتوافق السوري، بالإضافة إلى مشروعها العميق الذي يهدف إلى تكريس الاحتلال التركي في سوريا وتقسيمها، كما يحدث اليوم من ممارسات تؤكد واقع التقسيم والاحتلال، لذا فإن هذا العدوان والاحتلال من الخطأ أن يعتبره البعض أنه مناطقي محدود التأثير، لأنه عدوان شامل على عموم الجغرافية السورية، فاحتلال أي جزء سوري يُعدّ بالنسبة لنا ولكل من يمتلك قيم الانتماء الوطني السوري احتلالاً لعموم سوريا، ويستوجب توحيد الطاقات والإمكانات من أجل تحريره.
وأضاف أن دولة الاحتلال التركي ماضية في تدمير سوريا وتفتيت مجتمعها؛ حيث أنّ ما تفعله تركيا ومرتزقتها اليوم في مناطقنا المحتلة يؤكد من جديد وخاصة من خلال صمت القوى الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة والتحالف الدولي وروسيا والحكومة السورية أن تركيا ماضية في سياساتها التي لا تتماشى مع المصلحة السورية، وما تطرُّق تركيا لحجة أمنها القومي ودعم الاستقرار في سوريا ودعمها لبعض القوى التي تسمي نفسها بالمعارضة السورية، إلا تغطية لممارساتها العدائية ونواياها التخريبية في سوريا، ما يتطلب من كافة القوى الوطنية السورية والمجتمع الدولي الحذر لهذا المخطط الخطير ضد الشعب السوري، فضلاً عن مشروعها في دعم الإرهاب وإعادة ضخّ الدماء لجسد داعش الميت، من خلال احتضانها اليوم لآلاف الدواعش الذين فروا من سوريا واستقبلتهم تركيا ونظمتهم تحت مسمى الجيش الوطني المزعوم.
وقال إنه في الذكرى السنوية الرابعة للهجوم التركي على عفرين نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أن الوجود التركي واحتلاله لمناطقنا وعموم المناطق السورية الأخرى، ودعمه للإرهابيين واحتضانها للقوى المسماة بالمعارضة السورية، ما هو إلا خنجر مسموم في الجسد السوري، دون حل ملف احتلال تركيا لسوريا وممارساتها ومعها المرتزقة لن يكون هناك استقرار مطلقاً في سوريا.
وتابعت: “لذا ننوّه للعالم أجمع وللرأي العام العالمي، أن تركيا ومن خلال سياسات التغيير الديموغرافي والتهجير القسري لأهلنا من مناطقهم، تؤسس لمشروع تتريك جديد هدفه ضرب استقرار سوريا والمنطقة وتجزئتها مجتمعياً وجغرافياً.
واردف البيان أن الإدارة تتوجه بالنداء إلى المجتمع الدولي بكافة مؤسساته والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والتحالف الدولي ودولة روسيا الاتحادية والحكومة السورية أيضاً، باستدراك مخاطر السياسة التركية في سوريا والابتعاد عن أيّة مصالح وأجندات خاصة مع تركيا، على حساب بلدنا سوريا وشعبها وعلى مختلف انتماءاته.
وأكدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على الوقوف إلى جانب المهجّرين من ديارهم حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة، ونؤكد لشعبنا في شمال وشرق سوريا وبشكل خاص أهلنا في سري كانييه، وگري سبي وعفرين الذين هُجّروا من ديارهم عنوةً، أننا نعاهدكم على الاستمرار في النضال معكم وبكم، حتى تحرير مناطقكم وعودتكم لها بكل كرامة وعزة، ونستذكر في هذه المناسبة أيضاً أبطالنا الشهداء والجرحى الذين دافعوا ببطولة ضد جيش تركيا ومرتزقتها، بإيمانهم المطلق بالحرية ومنع المساس بقيم ومكاسب شعبنا ونعاهدهم للسير على نهجهم وخطاهم حتى تحقيق النصر وتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته وإنجاح ثورته الديمقراطية.