قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن اختبار الصاروخ الباليستي الذي أجرته تركيا أثار خوف أثينا، مضيفاً أن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا واصلت اليونان تسليح جزرها في بحر إيجه.
وكانت تركيا قد قامت باختبار صاروخ باليستي قصير المدى محلي الصنع يحمل اسم «تايفون (إعصار)» فوق البحر الأسود في أكتوبر الماضي، وذكرت تركيا أن الصاروخ يستطيع أن يضرب أهدافاً على مسافة 561 كيلومتراً (349 ميلاً) خلال 456 ثانية.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن أردوغان قوله: «أنت تقول تايفون وهم يشعرون بالخوف.. إنهم يقولون إنه سيضرب أثينا.. نعم بالطبع، سيضربها، إذا لم تلتزموا بالهدوء وإذا حاولتم إرسال أسلحة تحصلون عليها من الولايات المتحدة إلى الجزر فإن دولة مثل تركيا من المؤكد ألا تقف ساكنة، يجب عليها أن تفعل شيئاً».
وتشعر تركيا بالإحباط بشكل متزايد بسبب ما تعتبره حشداً عسكرياً يونانياً متزايداً على جزر قريبة من ساحلها والدعم العسكري الغربي لليونان – العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) – مع وجود نزاع بين البلدين بشأن الأراضي، وقد تصاعدت التوترات بينهما خلال السنوات الماضية مع قيام تركيا بحشد بحريتها للمطالبة بالسيادة على موارد الهيدروكربون المحتملة في شرق المتوسط.
ودعت اليونان تركيا مراراً إلى التوقف عن التشكيك في سيادتها على دوديكانيز، وهي مجموعة من الجزر قبالة الساحل التركي، تشمل روديس وكوس، تنازلت عنها إيطاليا لليونان في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
من جانب آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن أنقرة تدرك ضرورة التطبيع والحفاظ على العلاقات مع دمشق، بحسب ما أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، أمس.
وقال فرشينين للصحافيين عقب إجراء محادثات في إسطنبول: «يبدو أن هناك تفاهماً في تركيا على ضرورة تطبيع العلاقات والحفاظ عليها بين أنقرة وجميع الدول المجاورة في المنطقة، بما في ذلك سورية. إذا حكمنا من خلال التقارير، هناك اتصال بين أنقرة ودمشق. أكرر نحن نؤيد تطبيع العلاقات».
وأضاف: «بالنسبة لقضايا تنظيم اللقاءات على مختلف المستويات، بما في ذلك على أعلى المستويات، فإننا ننطلق من حقيقة أن هذا قرار دولتين ذاتَي سيادة، تركيا وسورية».
وتابع: «أما بالنسبة للتسوية السورية، فقد نوقشت هذه القضية بالتفصيل خلال محادثات إسطنبول، وقمنا بذلك من وجهة نظر ضمان التقدم نحو تسوية مستدامة وطويلة الأجل في سورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
وبحسب فيرشينين فقد تحدثت الأطراف عن ضرورة الاستعادة الكاملة لوحدة أراضي الجمهورية السورية.
وأضاف: «في هذا الصدد، نحن دائماً ندعم الحوار بين دمشق وممثلي الأكراد. في سياق العلاقات الثنائية بين تركيا وسورية نعلم أن هذه العلاقات ليست سهلة، لكننا نرى أيضاً ضرورة الوصول إلى قاسم مشترك بين هذين البلدين الإقليميين المهمين. إننا ندافع عن تطبيع العلاقات انطلاقاً من حقيقة أن ذلك سيكون عاملاً جيداً لضمان الاستقرار والسلام في المنطقة».
وكان أردوغان قد شدّد خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أول من أمس، على «ضرورة تطهير شمال سورية من القوات الكردية»، بحسب وصفه.
وأكّد أردوغان للرئيس الروسي «ضرورة وأولوية تطهير الحدود السورية مع تركيا بعمق 30 كيلومتراً على الأقل في المرحلة الأولى، بموجب اتفاق سوتشي المبرم عام 2019»، وفق بيان صدر عن الرئاسة التركية.
وبحسب الكرملين، بحث المسؤولان «مشكلة حل النزاع في سورية»، على أساس استيفاء شروط الاتفاق الروسي التركي لعام 2019.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان إن «هيئات الدفاع والسياسة الخارجية في البلدين ستواصل الاتصالات الوثيقة في هذا الصدد».
وفي 20 نوفمبر الماضي، أطلقت تركيا سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني في العراق ولقوات سورية الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية في سورية، في هجوم قالت إنه جاء رداً على اعتداء إسطنبول في 13 نوفمبر الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص. ونفى الطرفان الكرديان أي دور لهما فيه.
ومنذ ذلك الحين، زادت التهديدات التركية بشن هجوم بري أيضاً ضد مناطق سيطرة القوات الكردية في سورية، رغم رفض واشنطن الداعمة للأكراد، وموسكو الداعم الرئيس لدمشق.