تجدد القصف الإسرائيلي أمس لليوم الرابع على قطاع غزة ومثله إطلاق الصواريخ من جانب الفصائل الفلسطينية رغم جهود الوساطة لإنهاء هذا التصعيد الجديد الذي أسفر عن مقتل 31 فلسطينياً وشخص واحد في إسرائيل منذ الثلاثاء. وشهد مراسلو فرانس برس في قطاع غزة أمس قصفاً إسرائيلياً لمدينتي غزة ورفح وإطلاق صواريخ فلسطينية باتجاه إسرائيل.
وسُمع دوي صفارات الإنذار في مدينة عسقلان وأماكن مختلفة وصولاً إلى القدس وتجمع مستوطنات غوش عتصيون جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. وتحدث مصدر أمني فلسطيني عن إطلاق 20 صاروخاً أمس على مدينة عسقلان.
وقالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد «تم توجيه ضربة صاروخية مركزة على مرحلتين تجاه القدس وتل أبيب ومدن رداً على الاغتيالات واستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني».
وأكد مجلس مجمع مستوطنات غوش عتصيون أن صاروخاً سقط بالقرب من مستوطنة بات عين. وتعمل مصر، الوسيط التقليدي بين إسرائيل والفلسطينيين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بينما تتزايد الدعوات الدولية لإنهاء أخطر تصعيد منذ أغسطس 2022 بين الجانبين.
وقالت مصادر قريبة من محادثات التهدئة إن مصر نجحت في خفض وتيرة التصعيد لإعطاء فرصة لإتمام صيغة نهائية للاتفاق.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف منشآت عسكرية عدة للجهاد ومواقع إطلاق صواريخ.
وتحدث شهود في غزة عن ثلاث غارات جوية على مناطق خالية في رفح في جنوب القطاع لم تؤد إلى إصابات. وفي البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة التي يعيش سكانها في الملاجئ منذ ثلاثة أيام، أطلقت صفارات الإنذار مرات عدة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تبلغت أن منزلاً في مدينة سديروت أصيب إصابة مباشرة من دون الإبلاغ عن سقوط جرحى.
وبدت الشوارع شبه خالية أمس في قطاع غزة، وأغلقت المحال أبوابها باستثناء المخابز وبعض محال الأكل التي فتحت جزئياً.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل شخص في روحوفوت جنوب تل أبيب بصاروخ أصاب مبنى سكنياً، بينما تحدثت خدمات الطوارئ عن خمس إصابات في إسرائيل بشظايا ناجمة عن انفجارات منذ إطلاق أول صاروخ فلسطيني الأربعاء.
وفي غزة، قال مازن من سكان مخيم جباليا، «الوضع مرعب، نأمل في التوصل إلى تهدئة، تعبنا كثيراً من التصعيد والحروب».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع أن دوامة العنف أودت حتى الآن بـ31 فلسطينياً بينهم ستة أطفال وثلاث نساء وأدت إلى جرح 106 آخرين.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن 866 صاروخاً على الأقل أطلقت من غزة على إسرائيل. ويؤكد الجيش أن 25% منها سقطت في القطاع نفسه ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة قاصرين.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى «وقف فوري لإطلاق النار يضع حداً للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وهو أمر غير مقبول»، بينما حضّت واشنطن الأطراف جميعها على «ضمان تجنب قتل المدنيين وخفض العنف».
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه يتابع العنف «بقلق بالغ».