مقالات

إشتيوي الجدي يكتب: بني وليد تحيي يوم الشهيد

بقلم: إشتيوي الجدي دبلوماسي ليبي سابق

تحيي مدينة بني وليد الليبية، معقل قبائل ورفلة المجاهدة، يوم الشهيد الذي يوافق الأول من مايو من كل عام، اعترافًا بجميل وفضل الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن وطنهم ليبيا، وذودًا عن حمى مدينتهم بني وليد.

فمدينة بني وليد لم ولن تنسَ تضحيات رجالها البواسل الذين واجهوا حلف الناتو وميليشياته عام 2011، ووهبوا أرواحهم ودماءهم الطاهرة دفاعًا عن ليبيا، والذين هبّوا عام 2012 للدفاع عن حمى مدينتهم، فصدّوا عشرات الآلاف من القتلة المأجورين المدفوعين من ميليشيات أشرار مصراتة.

إن وقوف مدينة بني وليد الصامدة ضد عدوان حلف الناتو على ليبيا عام 2011، وصدَّ ما تلاه من اعتداءات ميليشياوية على المدينة، يُعد ملحمة تاريخية تجسدت فيها بطولات رجال قبائل ورفلة البواسل الذين جادوا بأسمى صور التضحية والفداء، وقدموا أرواحهم ودماءهم الطاهرة في سبيل وطنهم ليبيا ومعقل قبيلتهم “مدينة بني وليد”. فهنيئًا لهم مكانتهم عند الله وفي قلوب وضمائر شرفاء وحرائر ليبيا.

وكلامنا اليوم ليس للإضاءة على حدث العدوان الميليشياوي الهمجي على مدينة بني وليد عام 2012، وإنما للتوقف عند تضحيات هذه المدينة الصامدة، التي، رغم الاستفزازات الميليشياوية، امتصت الصدمات حفاظًا على وحدة ليبيا، ولتجنيب الشعب الليبي ويلات الاحتراب الأهلي. خاصة أننا نرى قسمًا من الليبيين، ولو كانوا قلة، ما زالوا يمنحون الحجج للعدو الخارجي المتربص بليبيا. ونقول لهؤلاء، ولـ”الميليشيات” في الداخل، ومن ورائهم هذا العدو الخارجي: إن قبائل ورفلة، التي هبّت ملبية نداء الدفاع عن الوطن عام 2011، ستظل في مقدمة الصفوف دفاعًا عن استقلال وسيادة ووحدة ليبيا، وفي الوقت ذاته تمضي بنيّة صادقة نحو تحقيق المصالحة الوطنية، وتدعم مبادرات الحل السلمي لأزمة الصراع السياسي في ليبيا.

ولا بد من التذكير بأن الاعتداءات الناتوية والميليشياوية على مدينة بني وليد بين عامي 2011 و2012 ترقى إلى مصاف جرائم الحرب، وتمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وقد أثبتت الأدلة والمعطيات تورط أطراف خارجية بشكل مباشر فيها. كما لا يفوتنا تنبيه مجلس الأمن الدولي إلى أن الميليشيات المحلية المسلحة ليست في نهاية المطاف سوى بيادق تؤدي دورها في حدود المساحة المسموح لها بها، ويبقى قرار الحرب أو السلام بيد حكومات الدول المتدخلة في ليبيا. وما لم يزد الضغط الدولي على تلك الحكومات، فإن استقرار ليبيا وسلامها سيبقيان عصيين على التحقق.

نسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء برحمته الواسعة، ويسكنهم فسيح جناته… وستظل بني وليد وليبيا تذكرهم وتفخر بهم.

والله أكبر فوق كيد المعتدي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى