شهدت العاصمة السودانية الخرطوم اشتباكات متفرقة، ليلة أمس، تبعها بعض الهدوء النسبي نهاراً، فيما لايزال ملايين المحاصرين ينتظرون المساعدات الإنسانية. واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بانتهاك الهدنة وشن ضربة جوية دمرت شركة سك النقود، وذلك بعدما اتهم الجيش تلك القوات باستهداف الشركة نفسها.
وفي غضون ذلك، قال الجيش السوداني، إن دعوته لقوات الاحتياط هي تعبئة جزئية وإجراء دستوري، وأضاف أنه يتوقع استجابة أعداد كبيرة للدعوة.
وكان الجيش قد دعا، أول من أمس، العسكريين المتقاعدين إلى العودة لصفوفه مرة أخرى، موضحاً أن الاستدعاء سيكون طوعياً.
وبدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هدنة تستمر أسبوعاً دخلت حيز التنفيذ يوم الإثنين الماضي، بهدف السماح بتوصيل المساعدات وتقديم الخدمات بعد المعارك المستمرة بين الجانبين منذ منتصف أبريل الماضي، والتي أدت إلى مقتل المئات وتسببت في أزمة نازحين.
إلى ذلك، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعمه لمبعوثه إلى السودان فولكر بيرتيس، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام مصدوم من رسالة بعث بها قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان تطالب بإقالة المبعوث الأممي الحالي واستبداله بآخر.
وقال المتحدث في بيان: «الأمين فخور بالعمل الذي أنجزه المبعوث، ويؤكد ثقته الكاملة بممثله الخاص».
وبيرتيس موجود حالياً في نيويورك من غير أن ترد أي معلومات حول موعد عودته إلى السودان، حيث لم تصدر السلطات تأشيرات للأجانب منذ بداية الحرب.
وحذر المبعوث أمام مجلس الأمن، الأسبوع الماضي، من أن «النزاع يتخذ منحى عرقياً متزايداً، ما يهدد بإطالة أمده، مع ما يعنيه ذلك من تبعات على المنطقة»، موضحاً أنه «في بعض أنحاء البلاد أعادت المعارك إحياء التوترات المجتمعية أو تسببت بنزاعات بين المجموعات العرقية».
في غضون ذلك، أجرى نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار اتصالاً هاتفياً، أمس، مع رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتيس، ورئيس قسم شرق إفريقيا والقرن الإفريقي بوزارة الخارجية الألمانية تورستن هوتر، وبحث الاتصال الأوضاع في السودان وكيفية العمل على حل الأزمة وإنهاء وقف إطلاق النار الذي لايزال يحدث في العاصمة الخرطوم وولاية شمال كردفان ومناطق مختلفة من إقليم دارفور، رغم الهدنة.
وقال مالك عقار في تصريح صحافي، إن الحلول الشكلية لن تفلح في معالجة القضية السودانية، وقد يكون لها آثار سلبية بالغة الخطورة على حياة المدنيين، مؤكداً أن الأولوية هي إيقاف الحرب واستعادة الأمن والأمان للمواطنين وضمان حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وليس للحديث عن أي عملية سياسية أو نقاشات حول السلطة في الوقت الراهن.