أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن قوات الجيش الأوكراني تصدت لهجمات روسية قرب 13 منطقة، مضيفة في بيان لها أن القوات الروسية شنت، أول من أمس، خمس هجمات صاروخية ونحو 20 غارة جوية، وفتحت النار باستخدام أنظمة الصواريخ متعددة الاطلاق (إم.إل.آر.إس) أكثر من 60 مرة، وأوضحت أن القوات الصاروخية والمدفعية الأوكرانية قصفت أربعة مواقع قيادة روسية وخمس مجموعات من الأفراد والذخيرة والمعدات العسكرية.
وأشارت الهيئة إلى أن قواتها المسلحة قتلت 93 ألفاً و760 جندياً روسياً منذ بدء الحرب في 24 فبراير الماضي، من بينهم 370 جندياً أول من أمس.
وأضافت أن إجمالي الخسائر القتالية في صفوف القوات الروسية تشمل أيضاً 2940 دبابة روسية و5917 عربة مدرعة و1927 منظومة مدفعية و397 منظومة صواريخ متعددة الإطلاق (إم.إل.آر.إس)، و211 منظومة مضادة للطائرات.
وأشار بيان الهيئة إلى أنه تم أيضاً تدمير 281 طائرة حربية، و264 مروحية، و1603 طائرات مسيرة، و167 من وحدات المعدات الخاصة، كما تم إسقاط إجمالي 592 صاروخ كروز.
وأفادت السلطات المحلية الأوكرانية بأن عشرات المدنيين لقوا حتفهم بنيران المدفعية في منطقة دونيتسك شرقي البلاد.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الوضع في مناطق رئيسة من جبهة دونباس بشرق البلاد لايزال صعباً للغاية، لكن قوات كييف تصد الهجمات الروسية وتلحق بالقوات الروسية خسائر كبيرة.
من جانبه، تحدّث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إمكان تعديل العقيدة العسكريّة لبلاده من أجل إتاحة تنفيذ ضربة استباقيّة لنزع سلاح العدوّ.
وكان بوتين يردّ على سؤال طرحه عليه صحافيّ خلال زيارة له إلى بيشكيك، وطلب منه توضيح تصريح أدلى به في وقت سابق بشأن استخدام أسلحة نوويّة.
وقال بوتين إن موسكو تدرس تبنّي ما سمّاه مفهوم واشنطن للضربة الاستباقيّة، مضيفاً: «أوّلاً، طوّرت الولايات المتحدة مفهوم الضربة الوقائيّة. وثانياً هي تعمل على تطوير نظام ضربات يهدف إلى نزع سلاح العدوّ».
واعتبر أنّه ربّما ينبغي لموسكو التفكير في تبنّي «الأفكار التي طوّرها الأميركيّون لضمان أمنهم»، لكنّه قال: «نحن فقط نُفكّر في هذا الأمر».
وشدّد الرئيس الروسي على أنّ صواريخ بلاده وأنظمتها التي تفوق سرعة الصوت أكثر حداثة وأكثر كفاءة من تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة.
وكان بوتين قد قال، الأربعاء الماضي، إن موسكو لن تستخدم سلاحاً نووياً إلا رداً على هجوم من هذا النوع، قائلاً: «نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع، اللجوء إليها يستند إلى ما نسمّيه الردّ انتقاماً، إذا تعرّضنا لضربة نضرب ردّاً على ذلك»، لكنّه كشف أنّ التهديد بحرب نوويّة يتزايد نظراً إلى المواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محمّلاً الأميركيّين والأوروبّيين مسؤوليّة ذلك، وندّدت وزارة الخارجيّة الأميركيّة بهذه التصريحات قائلة: «إنّ أيّ حديث عن الأسلحة النوويّة، مهما كان غامضاً، هو عمل غير مسؤول إطلاقاً».
إلى ذلك، أعرب بوتين عن استيائه من المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل بسبب تصريحاتها الأخيرة بشأن أوكرانيا.
وفسرت روسيا تصريحات ميركل في مقابلة مع موقع «زيت» الإلكتروني على أنها تعني أن خطة «مينسك» للسلام تم إبرامها لمنح أوكرانيا الوقت لتسليح نفسها والاستعداد للحرب مع روسيا.
وقال بوتين للصحافيين في بيشكيك عاصمة قرغيزستان: «بأمانة لم يكن هذا متوقعاً بالنسبة لي. إنه مُحبط. بصراحة لم أتوقع أن أسمع شيئاً مثل هذا من المستشارة الألمانية السابقة».