(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ( الأنبياء:107) رسالة الله للناس جميعًا أن ينشروا الرحمة بينهم، حيث أرسل رسوله عليه الصلاة والسلام بالرحمة لكل البشر دون تمييز، وأصبحت الرحمة هي الميزان الحقيقي الذى يقاس عليه انتماء الإنسان للإسلام، وما تحمله الرحمة من أسمى معانى الإنسانية من تعاطف مع الضعيف ومد يد العون للمساكين، ومساعدة الفقراء كفكفة الدموع عن البائسين والوقوف مع الحق وعدم الاعتداء على الأبرياء.
والله يأمرالمسلمين بقوله سبحانه (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ) (المائدة:2).
فالله يجرم العدوان ويتوعد المعتدين بعذاب أليم فى الدنيا والآخرة. فالله يخاطب الذين ضلوا الطريق المستقيم واتبعوا خطوات الشيطان فى بغيهم على الناس، والاعتداء على أرواحهم والاستيلاء على أموالهم ويفسدون فى الأرض (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)(227:الشعراء)، وحينما نضع ميزان الرحمة التى أرسل الله بها نبيه للناس، فماذا ستكون صفة الذين يقتلون الناس بدون وجه حق ويمارسون الإرهاب فى المجتمعات الآمنة، ويثيرون الفزع والخوف لدى المواطنين؟ فهل أولئك ينتمون لرسول الرحمة ويتبعون ما أنزله الله عليه من آيات تدعو للعدل والإحسان والسلام والتعاون وتحريم العدوان على الناس وعلى مقياس الرحمة التى وصف الله بها رسوله؟ فأين الرحمة فى قلوب أولئك الأشقياء فى تهديد الآمنين وقتل المسالمين وتطبيقا لميزان الرحمة وانتفائها من قلوبهم، فأماتت ضمائرهم، وتطبيقا لقاعدة الرحمة فأصبحوا لا ينتمون لرسول الإسلام، وقد خرجوا من دين الله وأغراهم الشيطان بارتكاب الجرائم التى تتناقض مع آيات القرآن وتشريعات الرحمن.
فقد مرقوا من الإسلام وانقطعت صلتهم بكتاب الله وتعليماته لعباده، وما يقومون به تحت شعارات إسلامية بارتكاب جرائم إرهابية فى جمهورية مصر العربية، إنما هو عمل شيطاني ارتضوا أن يكونوا من اتباع الشيطان الذى يغوي أعوانه ويزين لهم إجرامهم حتى إذا جاء يوم الحساب يصف الله سبحانه موقفهم مع الشيطان بقوله (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( إبراهيم: ٢٢)، فلن ينفعهم حينها شيوخهم الذين أغروهم بارتكاب الجرائم وسولوا لهم بأن ذلك هو الحق فى قتل الأبرياء وإرهاب الآمنين، وأشعلوا فى نفوسهم الكراهية ضد أبناء وطنهم ويحاربون دولتهم ويسعون لإسقاطها لصالح أعداء الإنسانية وأعداء الحرية والسلام.
فأين يذهبون بعد ما تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء؟ لقد حكم الله عليهم وقضى أمره علي جرائمهم فى قوله سبحانه (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (المائدة:33).
وإن ما قامت به وزارة الداخلية فى مواجهة الإرهابيين فى منطقة الأميرية بالأمس، إنما هم ينفذون حكم الله في الإرهابيين الذين يزرعون الفزع والخوف فى قلوب المواطنيين كبارا وأطفالاونساء، وأن التصدي لحربهم ومقاومتهم اتباعا لأمر الله وتنفيذا لتشريعاته لتصفية الإرهاب وإخلاء الوطن من شرورهم، حفاظا على أرواح الأبرياء فليعلم المجاهدون الحقيقيون الذين يواجهون الشر والإرهاب أن الله معهم، وقد وعدهم بقوله سبحانه (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد :7) فسينتصر الحق وسيهزم الباطل بتكاتف الشعب المصري مع حكومته وقواته المسلحة وأجهزة الأمن اليقظة التى تسهر على حمايته، وتدافع عن حقه فى حياة آمنة مستقرة فى وطن ينعم فيه الجميع بالسلام والاستقرار.
إن محاولات الإخوان ستبوء بالفشل، لأنهم أهل الباطل، وسينتصر أهل الحق اتباع محمد عليه الصلاة والسلام الذى أرسله الله بالرحمة، ومتى فقد الإخوان الرحمة فلم يصبحوا من المسلمين، بل يصبحون أعداء الله ورسوله وسينتصر أصحاب الرحمة أتباع رسول الله وسينهزم أصحاب القسوة والشر وأتباع الشيطان.. رحم الله شهيد الوطن المقدم الحوفي وأسكنه الله الجنة وقضى الله على أهل الباطل والمفسدين فى الأرض نار جهنم وبئس المصير وغضب الله عليهم وعذبهم عذابا أليما ذلك وعد الله لأتباع الشيطان أن يحاسبهم حسابا عسيرا ولن يخلف الله وعده.