وأضافت المنظمة: «درجات الحرارة في أميركا الشمالية وآسيا وفي أنحاء شمال إفريقيا والبحر المتوسط ستتجاوز 40 درجة مئوية لأيام عد من الأسبوع الجاري مع اشتداد موجة الحرارة، وستسجل درجات الحرارة الصغرى أثناء الليل ارتفاعات قياسية جديدة ينجم عنها ارتفاع مخاطر زيادة حالات الإصابة بالنوبات القلبية والوفيات».
وفي تصريح للصحافيين في جنيف قال المستشار رفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة، جون نيرن، إنّ شدّة الظواهر المرتبطة بالطقس ستستمرّ في الازدياد، وعلى العالم أن يستعدّ لموجات حرّ أكثر شدّة، مضيفاً: «ظاهرة إل نينيو التي أُعلن عنها أخيراً لن تؤدّي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر وشدّتها».
وأضاف: «إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أنّ عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد ستة أضعاف منذ الثمانينات، وليس هناك أيّ مؤشّر على أنّ هذا المنحى سيتراجع، لذلك أخشى أنّنا لم نصل إلى نهاية مشكلاتنا، وأنّ هذه الموجات سيكون لها تأثير خطر على صحة الإنسان وسبل عيشه».
وأفاد خبراء بأن الاحترار في أوروبا أسرع بمرتين من المعدل العالمي، فيما الدول المتوسطية هي الأكثر معاناة، وقال خبير الأرصاد الجوية والأستاذ في جامعة تورينو لوكالة فرانس برس، كلاوديو كاساردو: «الهواء الساخن الذي كان يهب على الصحارى الإفريقية انتقل باتجاه أوروبا الآن. وفي هذا الإطار يمكننا الكلام عن حلول طابع مداري على المناخ».
وفي إيطاليا، قاربت درجة الحرارة 48 مئوية في سردينيا، أما في جنوب إيطاليا في صقلية فوصلت الحرارة إلى 43 درجة مئوية خلال النهار، وفي روما وصلت درجة الحرارة إلى 39 مئوية في الظل.
ويعاني جنوب إسبانيا من درجات حرارة قصوى، تصل إلى 44 في منطقة مورثيا، بعدما شهدت البلاد الأسبوع الماضي موجة حر قاسية، وسيبقى الإنذار الأحمر قائماً في مناطق اراغون شمالاً وباليار شرقاً وكاتالونيا في الشمال الشرقي، وقالت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية إن هذه الحرارة أعلى بـ10 إلى 15 درجة مئوية من المعدلات الموسمية.
وفي اليونان التي تضربها منذ الخميس الماضي موجة حر مع تجاوز الحرارة أحياناً 44 درجة مئوية في وسط البلاد، واصل عناصر الإطفاء لليوم الثاني، أمس، إخماد حرائق غابات قرب أثينا، حيث تم إجلاء الكثير من السكان من منتجعات ساحلية، واندلع الحريق الأعنف في غابة ديرفينوريا على بعد 50 كيلومتراً شمال أثينا، واضطر 1200 طفل إلى مغادرة مخيمات عطلة صيفية هددتها حرائق أججتها رياح عاتية قرب لوتراكي على بعد نحو 80 كيلومتراً غرب أثينا.
وفي كوفاراس على بعد 50 كيلومتراً شرق العاصمة اليونانية، اندلع حريق آخر وامتدت رقعته إلى أفافيسوس على بعد 40 كيلومتراً جنوب شرق أثينا في منطقة تسجل فيها كثافة سكانية كبيرة، واضطر الكثير من السكان إلى مغادرة منازلهم مساء أول من أمس، بعد نداءات أصدرتها السلطات للابتعاد عن هذه المنطقة.
وقال قطاع الطوارئ في سويسرا، أمس، إن الطقس الجاف للغاية يفاقم من حرائق الغابات التي اندلعت في كانتون جنوب غرب البلاد، مع توقعات بأن يستمر الحريق أياماً عدة، وأوقفت السلطات نظام تشغيل عربات التلفريك، وأغلقت طرق التسلق جزئياً.
وفي الولايات المتحدة، تراقب مصلحة الأرصاد الجوية موجة حر خانقة في جنوب البلاد وتتوقع مستويات قياسية للحرارة، ففي منطقة ديث فالي (وادي الموت) الشهيرة في كاليفورنيا التي تعتبر من أكثر مناطق العالم سخونة، سجلت الحرارة أكثر من 52 درجة مئوية، وأدت حرائق عنيفة عدة في جنوب الولاية إلى إجلاء السكان، فيما سجلت فينيكس عاصمة ولاية أريزونا 45 درجة مئوية في فترة بعد الظهر.
وفي كندا، تواصل 882 حريقاً في الاشتعال، وانتقلت سحب الدخان إلى الولايات المتحدة، ما أدى إلى إصدار تنبيهات حول جودة الهواء في جزء كبير من شمال شرق البلاد.