صرّح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن هجوم المسيرات الأوكراني على المنشآت المدنية الروسية، صباح أمس، هو رد على تدمير القوات الروسية مقر الاستخبارات الأوكرانية قبل يومين، واتهم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بخداع روسيا، بوعده عدم التوسع شرقاً، إلا أنه حاول ضم أوكرانيا.
وجاء تصريح الرئيس الروسي، أمس، تعليقاً على الهجوم بوساطة طائرات مسيرة وقع أمس، وطال منشآت مدنية في العاصمة موسكو.
وقال الرئيس: «تحدثنا بالفعل عن إمكانية ضرب مراكز صنع القرار الأوكرانية، التي تشمل بطبيعة الحال مقر المخابرات العسكرية الأوكرانية، الذي استهدف من قبل قواتنا قبل يومين أو ثلاثة».
وأوضح بوتين، أن «قوات كييف عاجزة عن ضرب الأهداف العسكرية الروسية، لذلك تلجأ لترهيب الشعب الروسي، وذلك من خلال ضرب الأهداف المدنية».
وأضاف أن أنظمة الدفاعات الجوية الروسية في العاصمة موسكو، عملت بشكل طبيعي خلال هجمة المسيرات الأوكرانية، وتمكنت من إسقاطها جميعاً.
وتابع: «نحن قلقون من محاولات دفع روسيا للرد بالطريقة الأوكرانية نفسها».
وأشار بوتين إلى أن أوكرانيا «قادها في السنوات الأخيرة أشخاص مرتبطون بالغرب، وأسسوا نظاماً معادياً لروسيا»، وأضاف أن «حلف (شمال الأطلسي) الناتو خدع روسيا بوعده عدم التوسع شرقاً، وحاول ضم أوكرانيا. وشرعت أوكرانيا تدريجياً في السير على طريق (الناتو)، وهي منظمة معادية لروسيا».
وأعربت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق أمس، عن استنكارها لمحاولات القوات الأوكرانية شن هجمات «إرهابية» ضد روسيا، وقالت في بيان أمس، إن الهجمات التي حاولت كييف تنفيذها، موجهة حصرياً ضد السكان المدنيين، من أجل بث الذعر.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إلى أن «كييف حاولت (الثلاثاء) شن هجوم إرهابي بطائرات بدون طيار على منشآت في مدينة موسكو. وشاركت في الهجوم ثماني طائرات بدون طيار، وتم تدمير كل المسيرات».
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «من الواضح تماماً أننا نتحدث عن ردّ من نظام كييف على ضرباتنا الفعّالة جداً على أحد مراكزه القيادية».
وأعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إصابة شخصَين بشكل طفيف في الهجوم الذي حدث فجر أمس، والذي تسبب أيضاً «في أضرار طفيفة في أبنية عدة».
وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس بوتين تابع «مباشرة» التطورات بفضل «وزارة الدفاع ورئيس بلدية موسكو وحاكم منطقة موسكو ووزارة الحالات الطارئة».
ويأتي الهجوم على موسكو في الوقت الذي ازدادت فيه الهجمات على الأراضي الروسية، بما فيها توغل مسلح في منطقة بيلغورود المحاذية لأوكرانيا، الأسبوع الماضي. ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن أي من هذه الهجمات.
في المقابل، أكّد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، أمس، أن أوكرانيا «ليست مرتبطة بشكل مباشر» بهجوم المسيرات على موسكو.
وقال سلاح الجو الأوكراني عبر «تليغرام»: «هاجمت القوات الروسية أوكرانيا بوساطة 31 مسيّرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136/131 أسقط 29 منها، غالبيتها العظمى قرب العاصمة وفي أجواء كييف».