وتنعقد قمة الـ 20 العام الجاري تحت شعار «أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد»، بما يعكس مستهدفات الهند من رئاستها للقمة، وهي السعي لتحقيق نمو عادل ومنصف للجميع عبر تعزيز وترابط كل أشكال الحياة على كوكب الأرض، كما أشارت الهند إلى أولويات رئاستها للقمة عبر التركيز على النمو الاقتصادي العالمي والغذاء والطاقة، حيث تسعى لتحقيق تقدم جريء في مجالات الصحة والزراعة والتعليم، بالإضافة إلى حشد التمويل للتخفيف من آثار تغير المناخ والأمن الغذائي العالمي، وتعزيز مكافحة الجرائم المالية، وإصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف لتصبح أكثر شمولاً.
وأجرت الهند تجهيزاتها لقمة الـ 20 من خلال توفير المرافق والخدمات اللازمة للمشاركين والوفود الدولية، وزيادة التدابير الأمنية لضمان سلامة الزوار، وتوفير منصات لوسائل الإعلام لتغطية القمة والتواصل مع العالم.
وقام المجلس البلدي لنيودلهي باتخاذ تدابير مختلفة لتجميل المدينة، حيث زينت الشوارع بقرابة نصف مليون شجرة، فيما نُشرت تماثيل بأحجام وأشكال متعددة في مختلف الأرجاء لعرض الفن والثقافة الهندية، ووضعت أعلام الدول الأعضاء في مجموعة الـ 20 في مقر استضافة الحدث، بالإضافة إلى أعلام المنظمات الدولية مثل البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والبنك الآسيوي للتنمية ومنظمة العمل الدولية.
وتتألف مجموعة العشرين، من أكبر الاقتصادات في العالم بما في ذلك الدول الصناعية، وتمثل 85% من إجمالي الناتج المحلي العالمي وثلاثة أرباع التجارة العالمية، وتضم ما يقرب من ثلثي سكان العالم.
وقالت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامن، أمس، إن المناقشات جارية بشأن وضع إطار عالمي لتنظيم الأصول المشفرة، مضيفة أنه لا يمكن تنظيم العملات المشفرة بكفاءة دون تعاون جميع الدول، وقالت سيتارامن في مناسبة بالعاصمة المالية مومباي: «طرحت رئاسة الهند لمجموعة الـ 20 على الطاولة القضايا الرئيسة المتعلقة بتنظيم أو فهم ضرورة وضع إطار للتعامل مع القضايا المرتبطة بالأصول المشفرة».
وتكلل قمة مجموعة الـ 20 المرتقبة في نيودلهي، 18 عاماً من النجاحات والإنجازات في التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والنمو الثابت للاقتصاد العالمي.
واتخذ قرار تأسيس مجموعة الـ 20 خلال لقاء وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية لأكبر سبعة اقتصادات عالمية هي بريطانيا وإيطاليا وكندا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان، الذي عقد في واشنطن في سبتمبر 1999، فيما انعقد مؤتمر تأسيس المجموعة في ديسمبر 1999 في برلين كمنتدى لوزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية.
ويرجع السبب وراء تأسيس مجموعة الـ 20 إلى الأزمة المالية لعامَي 1997 و1998، التي أظهرت ضعف النظام المالي الدولي في ظروف عولمة العلاقات الاقتصادية، كما بينت أن الاقتصادات النامية ليست مندمجة بالشكل الضروري في الاقتصاد العالمي.
وفي عام 2008 ومع ظهور مؤشرات أزمة مالية عالمية، أقر التكتل زيادة عدد أعضائه إلى 20 دولة تمثل أكبر الاقتصادات العالمية، وتم رفع مستوى المجموعة إلى قادة الدول الأعضاء عندما أصبح من الواضح أن التنسيق الضروري للأزمات لن يكون ممكناً إلا على أعلى مستوى.
وبدأت المسيرة الدولية مع انعقاد القمة الأولى لمجموعة الـ 20 خلال يومي 14 و15 نوفمبر 2008 في واشنطن العاصمة، على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية تحت شعار «قمة الأسواق المالية والاقتصاد العالمي»، والتي اتفق القادة خلالها على مبادئ مشتركة لإصلاح الأسواق المالية العالمية وإطلاق خطة عمل لتنفيذها، وتواصل بعد ذلك انعقاد القمة في بلدان مختلفة كان آخرها القمة 17 في بالي بإندونيسيا في 15 و16 نوفمبر 2022، وكانت أول اجتماع كامل للقادة حضورياً منذ تفشي جائحة «كوفيد-19».