أكد القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر أن الشعب الليبي «لن يسمح لعبدة الكراسي» بسلبه إرادته، قائلًا إن الشعب كلما «استبشر بالخير» تفاجأ بانغلاق الأفق السياسي، وأشار إلى أن الوصول لحل بين الأطراف المتصارعة المتصدرة للمشهد حاليًا «أصبح دربًا من الخيال»، كما عرج على واقعة إحراق مقر مجلس النواب في طبرق مطلع يوليو الماضي، واصفًا الحادث بـ«التهديد الخطير».
جاء ذلك في كلمة بمدينة طبرق الإثنين الماضي، بحضور مشايخ وأعيان وأهالي وشباب المدينة وأسر شهداء وجرحى القوات المسلحة وكافة التركيبات الاجتماعية، وبثتها القيادة العامة على صفحتها بموقع «فيسبوك»، اليوم الأربعاء.
وأكد حفتر أن الشعب الليبي «لن يقبل أن يرى وطنه يحترق ولا يحرك ساكنًا، ولن يسمح لعبدة الكراسي أن يسلبوا منه الإرادة ويستخفوا بوعودهم»، مضيفًا: «لن يسمح الشعب لصراعاتهم التي لا تنتهي أن تقلب حياة المواطن إلى بؤس وفقر وآلام، لينعموا هم بحياة الرفاهية من أموال الشعب، وقبل كل ذلك، لن يسمح بأن تضيع دماء شهدائه وجرحاه هباءً، جراء هذا العبث الذي يجر الوطن إلى الهاوية.. وتابع: «أن الشعب يمهل ولا يهمل، ولعله أمهل أكثر مما ينبغي، حتى بلغت المعاناة أقصى درجاتها، وتجاوزت حدود الصبر والتحمل».
وأردف: «حين يعلن الشعب ذلك في كل القرى والمدن شرقًا وغربًا وجنوبًا، في كل الساحات بها، سيجد الشعب جيشه إلى جانبه لحمايته، كما كان وسيظل دائمًا، لنقول لليبيا أبشري وأبشري»، مؤكدًا «دعمه بيان المدينة الأخير، الذي يؤيد حق المواطنين سلميًا، ويستنكر عمليات النهب التي تعرض لها مقر مجلس النواب، والتي لا تمثل إلا من قام بها، ولا تمثل أهالي المدينة، لأنها تتنافى مع طباعهم الحضارية والوطنية، ونؤكد أن الاعتداء على مقر مجلس النواب يمثل تهديدًا خطيرًا، ويشجع أطرافًا معادية للاستقرار في ليبيا لأجل تنفيذ أجندتها».
كما حذر من أن «السيادة الوطنية أصبحت في مهب الريح، والخطر يحيط بالوطن وسلمه الاجتماعي، وتجره الصراعات الكبرى نحو المجهول، ولم يبقَ أمام الشعب إلا خيار واحد، أن يتصدر المشهد بنفسه وأن يعلن أن الشرعية له وحده، وأنه حسم أمره، بوضع حد لهذا العبث القاتل، وأن تتنادى قواه الوطنية من كامل ربوع البلاد في حراك سلمي منظم، يزيح كل الحواجز التي تعيق المضي إلى الأمام، وينتج خريطة طريق تضمن وصول الوطن إلى بر الأمان».
وأكمل: «إن هزيمة الإرهاب على يد قواتكم المسلحة ليس إلا مرحلة أولى، لا يمكن تخطيها في طريق بناء الدولة ليبدأ العمل السياسي لبناء الطريق، دون المساس بكيان القوات المسلحة، أو محاولة فرض وصاية أو إخضاعها لسلطة لا تستمد شرعيتها من الشعب مباشرة».
وأضاف: «كلما استبشر الليبيون خيرًا فاجأتهم النتائج بانغلاق الأفق السياسي، والعودة إلى المربع الأول، حتى لم يعد خافيًا على الليبيين جميعًا بأن بلوغ توافق جامع بين الأطراف المتصارعة التي تتصدر المشهد يقود إلى حل شامل، قد أصبح دربًا من الخيال، دون الحاجة على إلقاء اللوم على طرف دون آخر، ولم يعد هناك ما يمكن انتظاره ليجلب معه الفرج، سوى أن يقول الشعب كلمته الفصل، عاجلًا غير آجل، ليقول كفى عبثًا واستهتارًا، كفى وعودًا لا تسمن ولا تغني من جوع، كفى استخفافًا بطموحات المواطن وأمانيه، وتلاعبًا بالوطن وسلامته، ونهبًا لموارده وثروته».