حذّرت روسيا، أمس، من أن إرسال شحنات أسلحة غربية جديدة لأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى «إطالة» أمد النزاع، وذلك قبل أن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن، المستشار الألماني أولاف شولتس، في واشنطن، والذي اعتبر رسالة وحدة موجهة إلى موسكو وبكين.
وتفصيلاً، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «نلاحظ أن الولايات المتحدة تواصل سياستها الهادفة إلى زيادة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا».
وأضاف أن عمليات التسليم «لن يكون لها تأثير حاسم في نتيجة الهجوم في أوكرانيا، لكن من الواضح أنها ستطيل أمد هذا النزاع، وستكون لها تداعيات مؤسفة على الشعب الأوكراني».
وتابع المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن «ذلك يضع عبئاً كبيراً على اقتصاد تلك الدول، وله تأثير سلبي في رفاهية مواطنيها، بما في ذلك في ألمانيا».
وجاء التحذير الروسي قبل أن يستقبل جو بايدن المستشار الألماني أولاف شولتس في واشنطن أمس، فيما يعد مناسبة لإظهار وحدة أمام موسكو وبكين.
وتأتي زيارة شولتس، التي أثارت حفيظة الكرملين بعد فترة من التشنج بين واشنطن وبرلين، حول المفاوضات الصعبة لتسليم دبابات إلى أوكرانيا.
ولم يتضمن برنامج الزيارة مؤتمراً صحافياً مشتركاً، ما أثار تساؤلات في الصحافة الألمانية، ولو أن بايدن لا يعقد مؤتمرات صحافية بصورة تلقائية عند استقبال قادة أجانب.
وقال المتحدث باسم المستشار، شتيفن هيبشترايت، إن هذه المسألة كانت موضع «مبالغة مسرفة في التفسير»، مؤكداً أنها «زيارة عمل قصيرة».
وأكد أن بايدن وشولتس بحثا تطورات النزاع في أوكرانيا، موضحاً أن بين المسائل التي طرحت «كيف ستكون الأشهر المقبلة في أوكرانيا؟ وما انعكاس ذلك على الدعم الذي يمكن للحلفاء تقديمه» لكييف.
وتقدم الدول الغربية دعماً عسكرياً لأوكرانيا لصد الهجوم الروسي الذي بدأ العام الماضي، ويوفر بعضها على غرار ألمانيا دبابات متطورة.
ومن المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك – لأول مرة – ثماني مركبات مدرعة، يمكنها إطلاق الجسور، والسماح للقوات بعبور الأنهار أو الفجوات الأخرى، حسبما ذكر مسؤولون أميركيون.
وقال المسؤولون إن التكلفة الإجمالية للحزمة ستبلغ نحو 400 مليون دولار، وستشمل أيضاً كميات كبيرة من الذخيرة، مثل نظام الراجمات الصاروخي عالي الحركة المعروف باسم «هيمارس».
وتحدث المسؤولون، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأن حزمة المساعدات لم يتم الإعلان عنها بعد.
وتعد «المركبات المدرعة الجسرية» عبارة عن جسر معدني قابل للطي بطول 60 قدماً، يتم حمله فوق جسم دبابة. وتوفير مثل هذا النظام الآن يمكن أن يساعد القوات الأوكرانية على شن الهجوم المتوقع، ويسهل على القوات عبور الأنهار للوصول إلى القوات الروسية.
وبهذه الحزمة الأخيرة تكون الولايات المتحدة قد قدمت الآن أكثر من 32 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وسيتم أخذ (المركبات المدرعة الجسرية) والذخيرة الموجودة في الحزمة من مخزونات البنتاغون، من خلال سلطة السحب الرئاسية، بحيث يمكن تسليمها بسرعة إلى جبهة الحرب.
ستشمل المساعدات أيضاً كمية غير معلنة من طلقات مدافع الهاوتزر، وذخيرة أخرى، وذخائر التدمير وغيرها من المعدات اللازمة لإزالة العوائق، وقطع الغيار والمعدات اللازمة لصيانة المركبات وإصلاحها. من جهتها، تعهدت الولايات الألمانية الـ16 بتقديم مزيد من المساعدة لأوكرانيا بعد عام من الهجوم الروسي عليها.
وجاء في قرار لمجلس الولايات الألماني (بوندسرات)، الذي تمت الموافقة عليه بالإجماع أمس، أن الدعم العسكري والإنساني والمالي لأوكرانيا يعد ضرورياً حتى يتمكن المواطنون هناك من فرض حقهم في العيش في بلد حر وديمقراطي وله الحق في تقرير المصير.
وشارك في جلسة مجلس الولايات، سفير أوكرانيا أوليكسي ماكييف. وقال رئيس المجلس بيتر تشينتشر: «من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نعبر عن تضامن الولايات الألمانية الـ16 مع أوكرانيا.. نقف بجانبكم، ونشارككم في معاناتكم، ونحزن معكم على القتلى».