أكد مسؤولون روس، أمس، أن سد كاخوفكا تضرر جراء ضربات عسكرية أوكرانية في المنطقة المتنازع عليها، فيما رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن «هذا ليس إلا عملاً إرهابياً روسياً واحداً. إنها جريمة حرب روسية واحدة»، متهماً موسكو بارتكاب «إبادة بيئية».
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحافيين: «هذا عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني جرى تخطيطه وتنفيذه بأمر من كييف»، مضيفاً أنه يرفض «بشدة» اتهامات السلطات الأوكرانية التي تنسب المسؤولية إلى موسكو.
وشدد على أن «كل المسؤولية تقع على نظام كييف»، مؤكداً أن أحد أهداف هذا العمل كان «حرمان القرم من المياه»، وهي شبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو عام 2014.
وبحسب بيسكوف «قد يؤدي هذا العمل التخريبي إلى تداعيات وخيمة جداً على عشرات الآلاف من سكان منطقة خيرسون»، إضافة إلى «عواقب بيئية».
وبثّ التلفزيون الروسي صوراً من المدينة المطلة على نهر دنيبرو تظهر الساحة الرئيسة وقد غمرتها المياه، فيما بدت طيور البجع تسبح قرب المركز الثقافي الرئيس العائد إلى الحقبة السوفييتية. وقال مسؤول إدارة المدينة المعيّن من روسيا فلاديمير ليونتييف، على تيليغرام: «يرتفع منسوب المياه».
وأشار إلى أن السلطات أرسلت 53 حافلة لنقل الناس من نوفايا كاخوفكا ومنطقتين قريبتين إلى مناطق آمنة. وأفاد: «ننظم مراكز إقامة مؤقتة مع وجبات ساخنة».
ونشر ليونتييف تسجيلاً مصوراً لنفسه وهو ينظر إلى المدينة من أعلى مبنى شاهق، بينما ظهرت الساحة الرئيسة التي غمرتها المياه ونهر دنيبرو في الخلفية.
وذكر مراسل التلفزيون الروسي الرسمي من الساحة، أن منسوب المياه يرتفع في محيط تمثال للينين نصبته القوات الروسية، بعدما سيطرت على المدينة في اليوم الأول للهجوم.
في المقابل صرح رئيس بلدية نوفا كاخوفكا، فلاديمير ليونيفكا، المعين من روسيا، بأن العديد من الضربات على محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية دمرت صماماتها، و«بدأت المياه تتدفق من خزان كاخوفكا بشكل خارج عن السيطرة».
وأضاف أن الضربات تعد «عملاً إرهابياً خطراً للغاية»، وأن السلطات التي عينتها موسكو «تستعد لأسوأ العواقب»، إلا أنه لم يحث السكان على الجلاء.
وحذرت السلطات الأوكرانية في وقت سابق من أن انهيار السد يمكن أن يطلق العنان لـ18 مليون متر مكعب من المياه، ويُغرق خيرسون وعشرات المناطق الأخرى التي يعيش فيها مئات الآلاف من السكان، فضلاً عن التهديد بإغراق منطقة قريبة من محطة الطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا.
ووفق مجموعة عمل تختص بالآثار البيئية لحرب أوكرانيا، فإن الانهيار التام للسد من شأنه أن يجرف الكثير من ضفته اليسرى، كما أن الانخفاض الحاد في مخزون المياه في الخزان قد يؤدي إلى حرمان المحطة النووية من التبريد الضروري، إضافة إلى تجفيف إمدادات المياه في شبه جزيرة القرم.
ودعا زيلينسكي إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع في البلاد، بعد انفجار السد للتعامل مع الأزمة، وطالب العالم بالرد على هجوم سد كاخوفكا، محمّلاً روسيا مسؤولية التفجير الذي أحدث فيضانات.
وقال زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي، إن روسيا نفّذت «تفجيراً داخلياً لهياكل» الموقع. وأضاف: «هذا ليس إلا عملاً إرهابياً روسياً واحداً. إنها جريمة حرب روسية واحدة»، متهماً موسكو بارتكاب «إبادة بيئية».
وأكد أن «روسيا تخوض حرباً ضد الحياة والطبيعة والحضارة. على روسيا مغادرة الأراضي الأوكرانية ويجب أن تتم محاسبتها بالكامل على إرهابها».
وأعلنت وزارة الداخلية الأوكرانية عبر تطبيق تيليغرام عن انهيار سد كاخوفكا، داعية سكان 10 قرى على الضفة اليمنى للنهر، وأجزاء من مدينة خيرسون، إلى جمع وثائقهم الأساسية وحيواناتهم الأليفة ووقف تشغيل الأجهزة ومغادرة المنطقة، مع التحذير من معلومات مضللة.
وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خيرسون أولكسندر بروكودين، في مقطع مصور عبر تطبيق تيليغرام، إن «الجيش الروسي ارتكب عملاً إرهابياً آخر». وحذر من أن منسوب المياه سيرتفع إلى «مستويات حرجة» في غضون خمس ساعات.