أخبار مصر

شبكة إعلام المرأة العربية: حراك تطوعي يواجه التحديات… ويصنع الأثر بقلم الإعلامية الليبية د.جهاد النفاتى

..في عالم عربي تتفاوت فيه الفرص المتاحة للمرأة، ظهرت شبكة إعلام المرأة العربية فى مارس عام 2015 كمبادرة إعلامية تطوعية مستقلة تحمل على عاتقها مهمة تعزيز صورة المرأة، وتوثيق إنجازاتها، وتقديم الدعم الإعلامي والمعنوي والقانونى والنفسى والمجتمعى لها، في ظل غياب منابر حقيقية تُنصت لصوت النساء العربيات بعيداً عن الأدلجة أو الاستغلال الإعلامي الموسمي.
*من 7 دول إلى 3 قارات
بدأت الشبكة بمشاركة نسائية وإعلامية من سبع دول عربية، تطور اليوم إلى شبكة ناشطة في أكثر من 20 دولة عربية و11 دولة أوروبية،وامريكا وكندا تضم شخصيات نسائية مؤثرة، نساء أساتذة فى الجامعات وإعلاميات، وخبيرات، ومتخصصات ونماذج ناجحة في مجالات متعددة. هذا الانتشار لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة لعمل ميداني متواصل وبرامج عملية امتدت لسنوات
و على عكس كثير من المنصات التي تكتفي بالشعارات، أثبتت شبكة إعلام المرأة العربية جدارتها من خلال برامج واقعية، شاملة، وإنسانية. ومن أبرز مبادراتها:
مبادرة ( استعادة دور الأسرة والمدرسة والإعلام التوعوي)
و أطلقتها الشبكة استجابة للحاجة إلى إعادة الروح للمنظومة التربوية والقيمية في مجتمعاتنا. ونُظّمت خلالها عشرات الندوات والمؤتمرات والورش، ناقشت قضايا التنشئة والهوية والمسؤولية المشتركة في حماية الأجيال وقمت بحضور اغلب هذه المناشط والتي اكتسبت منها خبرات كبيرة في هذا المجال .
*مبادرة ( لا للطلاق )
تهدف إلى الحد من ظاهرة الطلاق المتزايدة في العالم العربي، عبر التوعية والإرشاد الأسري، وتسليط الضوء على آثار الانفصال على الأطفال والمجتمع، وتشجيع الحلول الوقائية والعقلانية
*مبادرة (حنسمعك وتساعدك لا تنتحر )
مبادرة جريئة وغير مسبوقة في الإعلام العربي، تعالج قضايا الصحة النفسية والانتحار، وقد تمكنت من إنقاذ حياة عدد من الأشخاص وسل إلى 32 شخصية من تسع دول بالتدخل السريع، وتوفير الدعم النفسي بالتعاون مع مجموعة من الـمتخصصين و تم عمل خط ساخن للتواصل مع هولاء الأشخاص
*كما كان للشبكة دور فاعل خلال جائحة كورونا
حين أصاب الشلل مؤسسات كثيرة، أثبتت الشبكة جاهزيتها، إذ قدمت:
• دعمًا نفسيًا مباشرًا لـ2250 حالة عبر فرق استماع وتوجيه.
• معالجة 1200 حالة عبر أطباء متطوعين.
• إنتاج أفلام توعوية بثّت عبر عدد من القنوات والشاشات والمنصات الرقمية.
والمشاركة فى برامج توعوية بالقنوات الفضائية العربية والتلفزيون الهولندى
هذا الدور الإنساني عزز من صورة الشبكة كمنصة جديرة بالثقة في الأزمات
* مسابقة “الأفضل”: وتشمل مجموعة فئات مثل أفضل كاتبة، أفضل رائدة أعمال، أفضل معلمة، وأفضل شخصية مؤثرة مجتمعيًا.
• مسابقة (الأم المثالية)على مستوى العالم العربي.
• مسابقة (الطالبة المثالية) لتكريم الوعي والتفوق لدى الطالبات العربيات.
مسابقة الجده المثالية لتأكيد دور الجده فى تنشئة الأجيال وأحياء هذا الدور
من أهم إنجازات الشبكة:
• إصدار 8 أجزاء حتى الآن من موسوعة الشخصيات النسائية العربية الرائدة، توثق إنجازات 221 امرأة من 16 دولة عربية و6 دول من المهجر.
تتشكل لجنة تحكيم موسوعة الرائدات من نخبة من الشخصيات ذات الكفاءة والخبرة واللاتي يحظين بمكانة معتبرة في مجتمعاتهن ومجالات عملهن وتولي الموسوعة عناية خاصة في اختيار أعضاء اللجنة وفق معايير دقيقة تضمن المصداقية والنزاهة والتمثيل النوعي والجغرافي.
ومن أبرز الضوابط المعتمدة في اختيار أعضاء اللجنة:
• الانخراط الفعلي في العمل المجتمعي، وسجل واضح في دعم قضايا المرأة والتنمية المجتمعية.
• التمتع بمسيرة مهنية أو أكاديمية مشهود لها بالتميز.
• التقدير الواسع من المجتمع المحلي أو الإقليمي.
• الالتزام بقيم الحياد، والعدالة، واحترام التنوع الثقافي والجغرافي.
• الإسهام في مبادرات نوعية تسهم في تمكين النساء أو تطوير مجتمعاتهن.
تسعى اللجنة إلى أن تكون انعكاسًا حقيقيًا لأهداف الموسوعة، من خلال ضمان أن الترشيحات والتكريمات تستند إلى الجدارة الحقيقية، والتأثير الإيجابي، والريادة المجتمعية
• تم إيداع الموسوعات رسميًا في:
• مكتبة جامعة الدول العربية
• إدارة الإعلام بالأمم المتحدة
• دار الكتب المصرية والوثائق القومية المصرية
• اتحاد الناشرين العرب
• مكتبة العرب في فرنسا
• لكل جزء ترقيم دولي ورقم إيداع رسمى ، ما يمنح المشروع وزنًا أكاديميًا وثقافيًا معتبرًا وتوثيقا تاريخيا ويمكن لأى شخص ولو بعد عشرات السنين أن يطلع على الموسوعة فى قسم الدوريات بدار الكتب والوثائق القومية المصرية
*دعم ذوي الهمم وتمكين المكفوفين
ضمن التزامها الإنساني، دعمت الشبكة ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة المكفوفين، من خلال:
• مساعدتهم على تسويق إنتاجهم اليدوي.
• إشراكهم في الفعاليات ودمجهم في المجتمع كأشخاص فاعلين.
أطلقت الشبكة عددًا من اللجان، أهمها:
• لجنة مواجهة التنمر والعنصرية والابتزاز الإلكتروني، والتي خصصت خطًا ساخنًا لتلقي البلاغات والتدخل السريع، بالإضافة إلى التوعية عبر الندوات المباشرة وعبر الزووم.
تُولي الشبكة اهتمامًا خاصًا بنساء المهجر، وتحرص على:
• تضمين قصصهن في الموسوعات.
• استضافتهن في الندوات.
• إقامة الفعاليات التدريبية والتفاعلية عبر تطبيق زووم باستمرار، لتوفير منصة آمنة ومفتوحة للتواصل.
و مؤخراً تم إنشاء المرصد العربي للأخلاق المنبثق عن الشبكة
و هو مبادرة فكرية وثقافية مستقلة تهدف إلى رصد وتحفيز القيم الأخلاقية في الخطاب العام والمجالين الإعلامي والمجتمعي في العالم العربي، انطلاقًا من الإيمان العميق بأهمية الأخلاق كأساس للاستقرار، والتماسك الاجتماعي، ونهضة الأمم.
تسعى المبادرة إلى تعزيز الوعي الأخلاقي، ورصد مظاهر التدهور القيمي، والعمل على إحياء منظومة القيم النبيلة في السلوك الفردي، والخطاب الجماعي، ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، عبر أدوات بحثية وتوعوية متنوعة
و للمرصد عدة أهداف منها :
• رصد وتحليل التغيرات في القيم الأخلاقية في المجتمعات العربية.
• تسليط الضوء على الممارسات الإعلامية والمجتمعية التي تُسهم في ترسيخ أو تآكل القيم.
• دعم المبادرات والمحتوى الذي يعزز الأخلاق في الإعلام والتعليم والثقافة.
• إصدار تقارير دورية ومؤشرات معيارية عن الأخلاق العامة في العالم العربي.
• تكوين شبكة من الباحثين والممارسين والفاعلين لتعزيز العمل القيمي المشترك.
آليات عمل لجنة المرصد :
• إعداد تقارير رصد وتحليل سنوية ودورية للخطاب الإعلامي والمجتمعي.
• إطلاق حملات توعوية رقمية وميدانية.
• تنظيم ملتقيات علمية ومجتمعية حول القيم الأخلاقية.
• التعاون مع مؤسسات تعليمية وإعلامية لإدماج القيم في مناهجها ومحتواها
***حين يكون الإنجاز أبلغ من الجدل
رغم النجاحات والتوسع والتأثير، لم تسلم شبكة إعلام المرأة العربية من الانتقادات المشككة. لكن الرد جاء دائمًا بالفعل لا بالقول.
ففي الوقت الذي ينشغل البعض بالهجوم، تستمر الشبكة في تمكين النساء، توثيق قصص النجاح، مواجهة الظواهر الاجتماعية الخطيرة، وتعزيز التضامن العربي النسائي.
إنها منصة تعمل بلا تمويل خارجي، وبجهود تطوعية، وتُدار بحس إنساني عابر للحدود
هذا القليل من الكثير و ما وقفت عليه بأم عيني و كنت جزءاً من هذه المنظومة الرائعة و حضرت اغلب فعالياتها
و في الختام
شبكة إعلام المرأة العربية ليست مبادرة موسمية، بل كيان حي، تطوعي، إنساني، يصنع الأثر بصمت ويفتح المنابر لمن لا منبر لها. وفي زمن الضجيج، تبقى المصداقية هي رأس المال الحقيقي.
*كاتبة المقال
الإعلامية الليبية د. جهاد النفاتى..أحد القيادات التاريخية لشبكة إعلام المرأة العربية
مستشار عام شبكة إعلام المرأة العربية
ووكيل لجنة التحكيم لموسوعة الشخصيات النسائية العربية الرائدة*

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى