مقالات

شكري شيخاني يكتب .. لن نموت .. إذا توقفنا يوما” واحدا” عن الواتس والفيس

من الطبيعي او من المفروض ,ان نكون قد استفدنا و أخذنا عبرة من وباء وجائحة كورونا . وما حصل بنا وعلينا . ورأينا كيف تعاملت البشرية جمعاء مع هذا الوضع .. والذي تم فرضه كأمر واقع .. ونحن البشر تعاملنا مع هذا الواقع ,بكل حرص وخوف . بل ونفذنا تعليمات واوامر الهيئات الصحية المحلية والعالمية بكل امانة وإخلاص. وخوف ورعب . وترافق ذلك مع ..هلعنا على حياتنا وحياة اولادنا وممتلكاتنا .. نعم لقد ترافق هذا الوباء بحالات رعب وهلع وفزع.. فتوقفت الناس عن الاجتماعات وإقامة حفلات الزفاف في القاعات والصالات.. ومنعت بالكامل كل المقاهي والاركيلة وحالات الازدحام .. وجلس الرجال في منازلهم مكرمين محترمين بين أولادهم وزوجاتهم.. وتم تفعيل عوامل نجاح الاسرة بشكل رائع .ولو انه كانت بعض الحالات المنكدة والمعكرة لذلك من الطرفين.. وأصبحت العائلات ترى بعضها ..بعضا” .. وأصبحنا نجلس مع اولادنا أكثر من ذي قبل ,ولو عنوة وأصبحنا نتعرف على همومهم ومشاكلهم أكثر.. وعن دراستهم .. عشنا حالة قرب وحنان عائلي حقيقي مع أولادنا وزوجاتنا وأزواجنا.. أقصد أننا إستطعنا تحقيق ذلك . ولو أن الامر تم فرضه علينا ضرا” وأمرا” واقعا” ولكن كانت له نتائج طيبة وعظيمة ومثمرة وكثرت جدا” لقاءاتنا على موائد الطعام .. وأصبحت الشوارع خالية من البشر وسياراتهم ,,إلا ما ندر .. حتى إجتماعات رؤساء الدول مع بعضهم تم إخضاعها لاوامر ونصائح الاطباء وتعاظم دور برامج الزووم والكونفرانس.. والبرامج الافتراضية الاخرى . وأصبحنا نهتم باخبار واخر تصريحات الصحة العالمية اكثر بكثير من اخبار فيفي عبده وهيفاء وهبي…….لماذا…. لاننا استطعنا تفعيل العقل .. واستطعنا الانتصار على النفس التي هي بالاساس امارة بالسوء.. وسارت الامور على ما يرام.. ولم يحصل اشياء بل وتعودنا على ذلك لمدة سنة تقريبا”. لماذا كل هذه المقدمة؟ القصد من ذلك, انه بإمكاننا تغيير أشياء كثيرة بحياتنا.. بإمكاننا (( نساء ورجال ) ان نعطي وقتا” كبيرا” ومهما” لعائلاتنا كمتزوجين ونعطي وقتا” كبيرا” ومهما” لأبائنا وأمهاتنا.. كشباب وبنات نعيش حالة العزوبية ..بإمكاننا..ان نتفرغ لهوايات مفيدة لنا ولعائلاتنا ولمجتمعنا… بامكاننا ( نساء ورجال )ان نخفف من زيارات الجيران .. والصبحية وفنجان القهوة مع الجارات والاحاديث التافهة والنميمة.. على المقاهي على الفاضي والمليان.. والاستعاضة عنها ببرامج تعليم اللغات والثقافة الدينية وكل انواع الثقافة والفكر التي تعود علينا بالفائدة … النت نعمة .. نعم هو نعمة, وليس كما يروج البعض بانه نقمة .. هو نعمة لمن يعرف كيف يستثمر ويستفيد من هذه النعمة.. أغلبنا يعرف أن غوغل مثل المارد ومصبح علاء الدين فمجرد ان تكتب اي شىء تريده فانه شبيك لبيك غوغل بين إيديك .. ولكن في المفيد والنافع من العلوم والثقافات والاختراعات واخر الابتكارات في مختلف المهن.. والاستفادة من كل شىء حولنا عن طريق النت ..فمثلا” كان لدي كيبورد معطل .. وقمت بشراء كيبورد جديد وفي هذه الحالة كان لزاما” علي أن أرمي القديم بسلة المهملات.. وهذا هو الحال الطبيعي كما هو الواقع معي او معكم .. ولكنني تذكرت كلمة الفيس الموجودة دائما والتي تقول بماذا تفكر يا فلان ؟ فكتبت افكر في طريقة أستفاد منها من كيبورد قديم موجودي لدي وهو متعطل او خربان .. وجاءني الرد سريعا” بعدة حالات للاستفادة منها أن اجلب برطمان عسل فاضي طبعا” من زجاج وقضيب سيليكون .. وبعد أن نزعت الاحرف عن الكيبورد القديم بدأت بلصق هذه الاحرف على برطمان الزجاج بشكل هندسي جميل .. انتهيت من العمل ووضعت في البرطمان الاقلام او الفلاشات هذا الإختراح كان له مكان على المكتب بجانب الكومبيوتر وفعلا” أعطى منظرا” جميلا” وملفت للنظر وكل من رأه أعجب به وأثنى على فكرتي.. والتي هي بالحقيقة فكرة النت.. ولكنني انا بحثت وفتشت عن شىء في النت أستفاد منه وهذا مثال صغير وبسيط .. فما بالنا لو أصحاب الحرف كالنجارة والحدادة والسباكة و و و و استفادوا من ذلك و إطلعوا على الاساليب الحديثة في مهنهم وأعمالهم وابتعدوا عن الاشياء التافهة كا الافلام الجنسية و ولا الاخلاقية او الاغاني التافهة ..كل هذا يعطينا فكرة وأفكار عظيمة .. اذا” فالنت نعمة مثله في ذلك مثل العقل والجسد والبصر والسمع واللسان .. إذا أحسنا استخدام هذه النعم .. بعيدا” عن الادمان بأشياء لا فائدة منها او لتمضية الوقت هكذا جزافا” والذي سنحاسب عليه عندما تمتد بنا السنون .. وهو ماذا فعلنا بشبابنا وكيف استثمرنا وقتنا الثمين .. ونسينا تماما” مقولة الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك لندخل في صلب الكلام المهم وهو انه أيضا” يمكننا التعامل مع وسائل الاتصال الاجتماعي مثل الفيس و الواتس بكل اتقان وهدوء وبعيدا” عن الادمان.. والذي فاق الادمان على المخدرات.. حتى أصبح الفيس و الواتس سببا” رئيسيا” في خراب البيوت وزيادة في حالات الطلاق والهجر والانفصال .. وتدمير أغلب الاسر وكل ذلك انعكس على الاطفال بالدرجة الاولى ومن ثم على العائلات ..طبعا” السبب ليس في هذه الوسائل. .أو في إختراع النت .. وإنما في استعمالنا نحن لهذه الوسائل في إفراط وإدمان وصل الى حد البشاعة والقرف.. من قبل البعض الذين لديهم هوس في حالات لا أخلاقية قذرة كشفت عن الارضية الهشة في التربية والاخلاق لديهم ولدى أسرهم .. والادمان في الاستعمال كشف عن خيانة الازواج لبعضهم البعض .. وغدر الاصدقاء والصديقات لبعضهم البعض.. بل وإستوطنت حالات الشك والريبة والظنون والتي ليس لها اخر في نفوس البعض تجاه البعض … ونخلص بالقول أنه بالإمكان تماما” أن نخصص اوقات معينة لهذه الوسائل ونستفاد نها ونفيد الاخرين .. ونستفاد منهم ..,,يوما” واحدا” في الاسبوع بدون واتس ولا فيس سيكون يوما” جميلا” هادئا” وادعا” ولن تقوم القيامة ولن نموت

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى