في منصةبوابة (مصر ليبيا) الإخبارية أحد منابر مركز العرب (2030) للأبحاث والدراسات نلقي الضوء صباح كل يوم (سبت) على قضية فكرية جديدة من أطروحات المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي تحت عنوان (طاقة نور) –تابعونا
الملخص
طرح المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي سؤالا مهما في (طاقة نور)،حول أسباب حدوث الصدام بين الناس ونشوب النزاع والصراع على مستويات مختلفة، بداية من الأفراد والأسر والقبائل، وانتهاء بالدول..وهذا الصراع والقتال يخلف ضحايا أبرياء يسقطون في تلك المعارك دون ذنب أو جريرة، وهنا يرجع المفكر العربي الأسباب المنطقية لهذا الخلاف والصراع إلى الظلم والجور على الحقوق واستباحة أموال وثروات الغير والعدوان على الناس وتشريدهم،ثم يؤكد المفكر على أن استقرار الدول والشعوب لن يتحقق دون سلام عادل وشامل في كل القضايا،فالعدل هو ركيزة الاستقرار والتعمير والنماء يتحقق بالأمن والعدل فقط،وهنا يؤكد الكاتب في ختام طرحه أن التشريع الإلهي هو العدل المحقق الذي يؤسس للاستقرار..
متابعة ما كتبه المفكر تفصيلا.
التفاصيل
أسباب الصدام والصراع
لماذا يحدث الصدام بين الناس، وينشأ النزاع ويتحول إلى صراع بين الأفراد أو القبائل أو بين الأسر أو بين الدول؟ولماذا تشتعل الحروب، وتستعر المعارك، ويسقط فيها الأبرياء قتلى بالمئات أحيانًا، وبالآلاف والملايين أحيانًا أخرى؟
السبب في كل ذلك هو اعتداء طرف ظلمًا على طرف آخر، لاستباحة حقه، ونهب أمواله والاستيلاء على ثرواته، وأرضه وتشريد أهله.
السلام يحقق الاستقرار
وحينما يسعى العالم كله لتحقيق السلام، فلابد أن يضع العدالة أساسًا للسلام، وإجبار الطرف المعتدي على إعادة الحقوق لأصحابها، حتى يعُم الأمن والاستقرار، وتتم المحافظة على السلام،ويتعاون الطرفان المتحاربان لحماية الأمن والسلام، ويتحول الخصام إلى وئام، ومشاركة بينهما للمحافظة على السلام بكل الوسائل المتاحة.
العمل والتعمير
لينصرف كل منهم للعمل في التعمير والتطوير، للارتقاء بمواطنيهم لتعويضهم عن ما فات من حياتهم في الصراع والنزاع، إذ إن السلام إذا لم تكن قاعدته العدل فهو سلام لن يكتب له التوفيق، تأكيدًا لقول الله سبحانه:
«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا» سورة النساء: 58.
العدل في التشريع الإلهي
ولو اتبع الناس التشريع الإلهي في التعامل بين الناس على كل المستويات، أفرادًا وجماعات وقبائل ودول لَتحقق للعالم الأمن والاستقرار والسلام.
الصدام والطمع والجشع
فلينظر الإنسان إلى تصرفاته مع الناس، ويمنع طمعه وجشعه بارتكاب جريمة الظلم التي حذرنا منها الله سبحانه في قوله:
«وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا» (الكهف: 59) وفي أقواله سبحانه «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» (القصص: 83)، «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ» (إبراهيم: 42).
آيات تؤكد نهاية الظالمين
«وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» (البقرة: 57).
«فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ» (البقرة: 59).
«فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين» (البقرة: 193).
«وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» (المائدة: 51).
«فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ» (الأعراف: 44).
«ولَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ» (هود: 113).
«إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (إبراهيم: 22).
«وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا» (الفرقان: 37).
وقوله سبحانه مخاطبًا النبي داوود عليه السلام:
«يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ» (ص: 26).
فليتق الناس ربهم، وليخشوا عقاب الله يوم الحساب.
***********
تعريف بالكاتب
شغل المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي،منصب المدير الأسبق لديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية، ورئيس مؤسسة رسالة السلام العالمية، الكاتب لديه رؤية ومشروع استراتيجي لإعادة بناء النظام العربي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وينفذ مشروعاعربيا لنشر الفكر التنويري العقلاني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام التي أدت إلى انتشار التطرف والإرهاب والعنف الذي يُمَارَس باِسم الدين،وقدم الكاتب للمكتبة العربية عدداً من المؤلفات التي تدور في معظمها حول أزمة الخطاب الديني وانعكاسه على الواقع العربي.