تعيش ليبيا اليوم فوضى سياسية وأمنية من خلال تشكل حكومتين متنافستين على الشرعية، بعد فشل إجراء الإنتخابات التي كانت مقررة نهاية العام الماضي. وفي ظل ذلك إنتشرت تقارير على وسائل الإعلام تتحدث عن الدور الغربي السلبي في البلاد وخصوصاً فيما يتعلق بالاقتصاد والنفط والمال.
فمع ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتركيا وغيرها من الدول المستفيدة من تواصل الأزمة الليبية، يبتدئ النفق الليبي المظلم، وينبئ للبلاد بتطورات مخيفة على الصعيد الأمني.
حيث وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخراً مذكرة للبرلمان التركي للموافقة على تمديد تواجد القوات التركية في ليبيا لمدة عام ونصف إضافية إبتداءاً من الثاني من يوليو المقبل، بحسب وكالة الأناضول الرسمية التركية.
وفي السياق، قال عضو مجلس النواب طلال الميهوب، إن طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التمديد لقواته في ليبيا استخفاف وإهانة لمن مكنه، ونطالب المتجمع الدولي بالنظر إلى ليبيا على أنها مستعمرة من الجانب التركي.
وأضاف، أن أردوغان يقصد محاربة الجيش الذي دأب على تخريج الدفعات، ويغض النظر عن التشكيلات المسلحة المسيطرة على طرابلس.
وتابع: “نستنكر تصريحات أردوغان، وطلبه أمر غير مقبول، ونطالب الجيش الوطني والسلطات في غرب ليبيا بإخراج القوات التركية”.
يُشار الى أن أنباء ومعلومات تحدثت عن وصول أكثر من طائرة نقل عسكرية تركية إلى قاعدة الوطية وإلى مصراتة، محملات بعشرات قاذفات الصواريخ من نوع (جافلين)، وأنظمة صواريخ أخرى مضادة للدبابات.
وبحسب المراقبين، فإن هذا النوع من العتاد وكميته لا يمكن تصنيفه كدعم دفاعي للقوات التركية في ليبيا، بل من خلاله يتم التحضير لاجتياح على مناطق الشرق التي يُسيطر عليها الجيش الوطني الليبي.
وكان تقرير لمعهد الدراسات السياسية والجيوسياسية البريطاني، قد سبق وأشار الى خطط بريطانيا بالتعاون مع الأتراك في ليبيا، من خلال دفع معسكر الغرب الليبي وأذرعة الإخوان المسلمين العسكرية لشنّ عملية عسكرية تستهدف السيطرة على منطقة الهلال النفطي، في ظل أزمة الطاقة العالمية الناشئة اليوم.
وقد أكد الميهوب، في حديثه عن التحركات البريطانية، على أن المملكة المتحدة تدفع نحو حرب جديدة وفوضى في ليبيا عبر عودة المطلوب عبدالحكيم بلحاج زعيم الجماعة الليبية المقاتلة الى طرابلس وافتتاح قريب لسفارتها في طرابلس. النبأ الذي هلل له رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة.
لذلك، فإن حرب جديدة تطرق أبواب ليبيا، في ظل ضعف وتشتت ليبي منقطع النظير، ناهيك عن إنصياع معسكر الغرب الليبي لأطماع دول الغرب ومخططاتها. والآن وبعد أن كانت ليبيا على مسافة قريبة جداً من إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة، تعود إلى حالة الحرب بالوكالة، وقودها الشعب الليبي المظلوم.