قصيدة للنائب الدكتور علي عمر التكبالي
يكبر الأسى في قلبي،
ولا تحضرني الكلمات،
هوْنا، ثم حثّا، ثم عُنفا،
ثم بركان زفرات.
البؤبؤ المشدوه
شحّاذٌ حديثُ العهد بالطرقات:
أين الوجوه القديمة،
والمنازل الحميمه،
وخطى المدينة
في سوق الترك،
وبابِ البحر،
والأربعِ عرصات؟
أين الصاغة،
والصباغون،
والنحاسون،
وبائعو الحمص،
وحب العزيز،
والحلويات؟
أين العم علي،
والعم يوسف،
والجوالون في الحارات؟
أين القمر المنثور
في شعر الليل،
كالميش في شعر الجميلات،
والياسمين الإفرنجي
يلاحق أذنَ الحائط
ليوشوش آهات وآهات؟
سألت داليةً معرشة
تقضي في الركن آخر الركعات
عن عجوزِ الحي،
وموسمِ المولد،
والقنديلِ،
والخميسات!
وليلةِ الحناء،
والنعناعِ القافزِ من المشربيات!
ذكرتُ كتّاب حارتِنا،
وهمهمةِ الأولادِ،
ولهفةِ الأمهات!
تمايلتْ كبنت الجيران،
وقالت: “هيهات… هيهات!”
مذ وطأت الأقدام حديقتي
فرّ العبقُ، والزهرُ مات.