أكد الدكتور أيمن أبو العلا، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية ووكيل لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب، خطورة تناول المسكنات بدون إرشادات طبية، نظرا لأعراضها الجانبية المختلفة، قائلا، للأسف بعض المواطنين يتخيل ان المسكنات هي الحل لمواجهة الضغوط والمشكلات التي تواجهم.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “المسكنات وآثارها الطبية” نظمها الدكتور أيمن أبو العلا، بأحد الفنادق بمدينة ٦ أكتوبر، في إطار حملة “معًا من أجل الثقافة الصحية”، وذلك بمشاركة كل من الدكتور سامح محمد فخرى، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور ياسر سمهان، أستاذ التخدير وعلاج الألم بمعهد تيودوربلهارس للأبحاث، والدكتورة رشا درويش، أستاذ الأمراض الباطنة والكلى بكلية طب جامعة القاهرة.
وأضاف أبو العلا، بالطبع هناك حكمة من اختراع المسكنات لتسكين الألم، ولكن لا تعد علاجا للأمراض، والحالة النفسية.
واستعرض أبو العلا عدد من الاحصائيات في الأبحاث والدراسات العلمية، منها إحصائية وزارة الصحة الألمانية، ان الأطباء كتبوا نحو ٦.٣ مليون دواء مسكن للمرضى عام ٢٠١٥ في حين ان قبل ذلك العام بنحو ١٠ سنوات كان عدد أدوية المسكنات الموصوفة للمرضى نحو ٤.٢ مليون دواء.
وأضاف، أيضا هناك دراسة في الدنمارك، كشفت عن ان نحو، ٢٩ ألف انسان ماتوا في الفترة من ٢٠٠١ حتى ٢٠١٠ ، وتوصلوا ان ٢٠ في المائة من ذلك العدد كان يتناول مسكنات بانتظام، وأضافت الدراسة ان ان مخاطر السكتة القلبية ترتفع في حالات تناول المسكنات بانتظام.
وتابع، أيضا هناك تقارير صحية أمريكية، تشير الى خطورة تناول جرأت زائدة من المسكنات، وكذلك دراسة حديثة دولية، تشير الى مخاطر الحمل في ظل تناول المسكنات.
ووجه أبو العلا، كلمة للمواطنين، ” استعمال المسكنات ليس شيكولاته وملبس، لازم نحد منها في أضيق الحدود”
وأشار أبو العلا، إلى انه عقد مائدة مستديرة من الأطباء المشاركين في الندوة لدراسة ما يمكن التوصل اليه من توصيات بشأن تناول المسكنات وزيادة الوعى بشأنها، للخروج بها خلال ندوة اليوم، مقترحا ان يتم وقف صرف أدوية المسكنات دون روشتة طبيب.
ووجه أبو العلا عدد من الأسئلة للأطباء المشاركين في الندوة، لاستبيان بعض المعلومات التي تساعد في صياغة التوصيات.
ومن جانبه أكد الدكتور سامح فخرى، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بكلية الطب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أهمية المبادرة التي أطلقها الدكتور أيمن أبو العلا، قائلا، : نحتاجها بشدة، للتوعية بشان مفهوم الصحة، وتناول بعض الموضوعات الصحية التي لها علاقة بالمجتمع والمواطن.
وأضاف، موضوع المسكنات من الموضوعات الهامة، نظرا لان كل يوم في العالم هناك ٣٠ مليون مواطن في العالم يستخدمون المسكنات.
وأشار خطورة قيام البعض فوق سن الأربعين باستخدام دواء الإسبرين بانتظام، دون حاجة أو ارشاد من طبيب، موضحا ان هناك خطورة من ذلك.
كما أكد خطورة استخدام المسكنات، أي كان طريقة تناولها، سواء عن طريق اللبوس أوالحقن أو الأقراص.
واستعرض الدكتور ياسر سمهان، أستاذ التخدير وعلاج الألم بمعهد تيودوربلهارس للأبحاث، أنواع المسكنات، وخطورتها، مشيرا الى ان اخطر تلك الأنواع، هي المتعلقة بآلام العضلات.
واقترح ان يكون من بين التوصيات، الالتزام بفترة الاستخدام بحيث لا تستخدم المسكنات لفترة تزيد عن ثلاث أيام في حالات الحرارة، ولاتزيد عن ١٠ أيام في حالات الألم.
وأضاف، أيضا، من التوصيات، مراعاة نوعية المرضى، بحيث ان السن فوق ٦٥ تزداد معدلات الخطر لديه، وكذلك العمر تحت ١٦ سنة لابد ان يكون تناوله للمسكنات تحت الملاحظة
وأوضح ان ادوية المسكنات يمكن ان تسبب قرحة في المعدة وزيادة السيولة في الدم ، ويمكن ان تتفاعل مع أدوية أخرى.
وأشار الى، امكانية تناول مسكنات بشكل أمن مثل تناول أنواع مختلفة في توقيت واحد ليتم تفاعلهم مع بعض، كما ان هناك انواع من المسكنات في شكل الكريمات ، بالإضافة الى جلسات العلاج الطبيعى
وقالت الدكتورة رشا درويش، أستاذ الأمراض الباطنة والكلى بكلية طب جامعة القاهرة، ان الاتجاه الحديث في الطب يتجه للطب الوقائي وليس العلاجي، الأمر الذى يؤكد ان الانفاق على التوعية يعد أقل تكلفة من الانفاق على علاج الامراض.
واستعرضت درويش، تأثير المسكنات على الكلى، مشيرة الى ان المسكنات تمثل خطرا كبيرا على من لديه قصور في الكلى، كما انها تضر الشخص العادى، وان السيدات أكثر تعرضًا للخطر بسبب استخدامهن الأكبر المسكنات
ونصحت درويش، بتناول كميات كبيرة من المياه عند استخدام المسكنات، وكذلك نصحت بعلاج أسباب الألم من الجذور بعيدا عن استخدام المسكنات.
وفى نهاية الجزء الأول من الندوة، أكد الدكتور أيمن أبو العلا، أهمية الثقافة الصحية، مشيرا الى ان الاعلام مازال مقصرا في ذلك المجال، قائلا، نحتاج مجلات علمية تقوم بالتوعية الصحية ونشر الثقافة الصحية بين المواطنين.
وأشار الى ان الجزء الثانى من الندوة سيتم خلاله اعلان التوصيات، التي تم التوصل إليها بالتنسيق مع الأساتذة والأطباء المشاركين في الندوة.