اعتمدت اللجنة العليا لمهرجان بنغازي للفنون المسرحية في نسخته الأولى تكريم ثلاثة مبدعين من فرقة المسرح الشعبي لم يكرموا في حياتهم وجاء تكريمهم لمسة وفاء من قبل القائمين على المهرجان.
وشمل التكريم الفنان الراحل فرج اطيرة الذي أطلق اسمه على الدورة الأولى لهذا المهرجان حيث تم تسليم درع التكريم لأبنائه يوم الافتتاح.
والتحق الفنان الراحل بالحركة المسرحية عام 1960 ونشط في مجال الإخراج المسرحي وكانت أولى محاولاته في الإخراج مسرحية (الغول) التي أعاد إخراجها بطريقة أثبتت جدارته كمخرج.
وأخرج طيلة مشواره الفني العديد من المسرحيات منها (المضطهدون) و (صور عائلية) و(عجب يا دنيا) و(مبروك عرس بوك). وتقلد عديد الوظائف في إدارة المسرح الشعبي وشارك في أعمال إذاعية وتلفزيونية.
وكان من ضمن المكرمين الفنان الراحل محمد بركة الذي ولد في 1954 وعمل ممثلا ومساعد مخرج وكان عاشقا للمسرح ولرياضة الملاكمة. توفي عن عمر ناهز 45 سنة بعد خروجه من مسرحية (العراسة) ليكمل ابنه أسامة بركة دور أبيه في المسرحية التي تحصلت على جائزة العرض المتكامل في المهرجان الوطني العاشر للفنون المسرحية عام 2007.
كما تم تكريم الفنان الراحل صلاح خليفة المصري الفائدي لدوره المهم في استمرار ونجاح فرقة المسرح الشعبي وهو من مواليد مدينة بنغازي 31\12\1952 وكان موظفا بالبريد المركزي، وممثلا ومخرجا مسرحيا.
تلقي دورة مسرحية على يد الفنان عمر الحريري وشارك في العديد من الأعمال المسرحية منذ التحاقه بالمسرح الشعبي عام 1970. كما شارك في فيلم معركة تاقرفت في دور الأمير الإيطالي وأخرج للمسرح المسرحيات التالية: الزهور لا تذبل أبدا – شمس النهار- من وراء القضبان – الغول – غريب – قهوة الرايق – عروس باللاسلكي- نحن لا نزرع القعمول ووادي الغزلان للمخرج خميس امبارك. انتقل إلى رحمة الله تعالي في 6\2\2001 عن عمر ناهز الخمسين عاما وترك إرثا مسرحيا يشاد به.
وقالت أرملة الراحل صلاح المصري، السيدة عايدة الغرياني، التي خضرت فعاليات المهرجان في تصريح لموفدة وكالة الأنباء الليبية:” اقترنت بالراحل سنة 1980 حيث كان حينها ممثلا معروفا وله اسمه في المسرح الشعبي. عشت معه تفاصيل أعماله الفنية. كان عاشقا للمسرح وللفن وقدم عديد الأعمال سواء كانت من إخراجه أو شارك في تمثيلها. كان يهب وقته للمسرح وللأسف لم يكرم من قبل وهذا أول تكريم له. لم اتمالك نفسي وأنا أسمع اسمه يتردد في على خشبة المسرح الشعبي. نزلت مني دموع الفرح والحزن. سعيدة بهذا التكريم وحزينة على فقده باكرا وفخورة بما أنجزه من أعمال فنية. رحل وترك لي 6 بنات فخورات بولدهم الفنان الإنسان”.