نظم المركز الفرنسي الإفريقي للدراسات الاستراتيجية ندوة و إفطارا مساء اليوم الخميس الحادي عشر من رمضان بالعاصمة الفرنسية باريس .
وكان موضوع الإفطار هو “رمضان شهر القرآن”.
وتناول الكلام الدكتور أحمد محمد الأمين رئيس المركز فألقى كلمة حول “رمضان شهر القرآن”، وعرج على رسائل الصيام في فكر الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي.
وأشار الدكتور أحمد إلى أن شهر رمضان يعد من أكثر شهور السنة بركةً ورحمةً؛ فقد اختصّه الله -تعالى- بفضائل عظيمةٍ؛ إذ أُنزل القرآن الكريم فيه، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[١] وكان نزوله في العشر الأواخر من رمضان، في ليلةٍ مباركةٍ هي ليلة القدر، كما قال الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،[٢] و قال أيضاً: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)؛[٣].
وعرج على دعوة العديد من آيات القرآن الكريم إلى تدبره وفهم معانيه وتطبيقها في العبادات والمعاملات بين البشر. ولذلك كان من الضروري تدبر الآيات خلال شهر رمضان وليس قراءتها فقط.
وفي ذلك وردت آيات كثيرة في الثناء على من تأثر بكلام الله عز وجل، تحمل في طياتها صورًا وأحوالًا لتدبر القرآن الكريم والتأثر به.
واستشهد بقول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).
أما رئيس مركز رسالة السلام للدراسات والبحوث الأستاذ حي معاوية حسن فقد ألقى الكلمة التالية:
السادة والسيدات:
أحييكم بتحية الإسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأتحدث معكم حول رسالة شهر رمضان المبارك.
فقد وضحت الحكمة الإلهية من الصيام في شهر رمضان، لتدريب النفس على طاعة الله والتمسك بشرعته ومنهاجه، وما يدعو إليه من الرحمة والعدل والتعاون والسلام والإحسان، والتعامل بين الناس بالكلمة الطيبة ، والمعاملة الحسنة ، ونشر المحبة والوئام، والامتناع عن التحريض على الكراهية والعدوان.
ويقول الأستاذ المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي إن شهر رمضان هو شهر امتحان لقدرة الإنسان على التحكم في شهوات النفس وغرائزها المنفلتة، بالتمسك بأوامر الله وطاعتها، وقدرة الإنسان السيطرة الكاملة على النفس الأمارة بالسوء، حتى يستطيع ترويضها ولجمها عن ارتكاب المعاصي والذنوب.
لذلك كتب الله سبحانه على الناس الصيام، لكي يتدرب الإنسان على كيفية كبح جماح النفس ، وتقييدها من الانطلاق دون قيود في اتباع الشيطان، الذي يسوقها بعيدا عن شريعة الله ومنهاجه، وتجعل الإنسان يعيش حياته في ضنك وشقاء
جدير بالإنسان إن يترسم خارطة الطريق الإلهية التي إذا اتبعها وطبق شرعته ومنهاجه، سيحيا حياة طيبة في سكينة وطمأنينة ، يستمد عناصرها من نور كتابه المبين، الذي يضيء له دروب الحياة، ويخرجه من الظلمات إلى النور والهدى والرشاد، ويوم الحساب يجزيه أحسن ما كان يعمل من الصالحات في الدنيا، ويسكنه جنات النعيم خالداً فيها في الآخرة.
أتمنى لكم صوما مقبولا وذنبا مغفورا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وحضر الإفطار عميد جامع باريس شمس الدين حفيظ وعدد من مستشاري الدول الإسلامية في اليونسكو وجمع من الباحثين والمهتمين..
وقد كان حضور عمدة اشوازي لاروا مهما ويظهر الدور المميز لهذه الرساله التي لا تميز بين عرق ولا دين
وقد اعجب العمدة بهذا.
النهج حسب تعبيره وأثني عليه .
وفي ختام الإفطار تم توزيع عدد كبير من مؤلفات الاستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي علي الحضور باللغة العربية والفرنسية ونال إعجابهم طريقةً معالجة الأوضاع التي يمر بها العالم الإسلامي.