قال المحلل السياسي الليبي عادل الفيتوري، إن الأحداث التي شهدتها العاصمة طرابلس من إشتباكات إندلعت بين ميليشيات تابعة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، وأخرى تابعة لرئيس حكومة الإستقرار المُكلف من البرلمان، فتحي باشاغا، أثارت تساؤلات عديدة عن موقف القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية وعدم تدخلها لفض هذه الإشتباكات.
واضاف أن مصادر مطلعة أكدت أن سبب عدم التدخل في هذا الأمر هو رغبة قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، في ابعاد المؤسسة العسكرية عن هذا القتال، حتى لا يقحم المؤسسة في الخلافات السياسية والتي وصلت إلى حد إستخدام السلاح ومقتل العديد من المدنين وإصابة آخرين.
ولفت إلى أن الجيش عانى من أزمات خلال الفترة الأخيرة بسبب تأخر الرواتب وحظر دخول السلاح المفروض على ليبيا وزادت حدته بعد الفشل في حسم حرب طرابلس الأخيرة التي كان من المأمول أن يفرض الجيش سيطرته على جميع ربوع ليبيا ويسدد ما عليه من ديون عبر توقيع عقود بيع الغاز والنفط الليبي.
ولفت إلى أن ليبيا حاليا تشهد تغييرات واضحا في خريطة التحالفات الداخلية والخارجية على حد سواء، لافتا الى أن المشير حفتر فقد بعض حلفائه بما فيهم موسكو، التي قد تغيير من توجهاتها في ليبيا.
وأكد أن سبب تعقيد الأزمة الليبية هو الصراع بين روسيا وأمريكا للسيطرة على عائدات النفط والرواتب الليبية.
وتابع أن الولايات المتحدة ترى في هذا التحالف عقبة أمام تنفيذ مشروعها الاستعماري في ليبيا لذا تحاول ضرب العلاقة بين موسكو وبنغازي، لافتا إلى أن تدمير الجيش الوطني الليبي للطائرة المسيرة الأمريكية في ضواحي قاعدة بنينا ببنغازي منذ أيام، تم بإستخدام المنظومات الدفاعية الروسية بانتسير، كما جاء على لسان المتحدث باسم القائد العام للجيش، اللواء، أحمد المسماري، أن الطائرات المسيرة كانت تهدف لقصف مواقع عسكرية في بنينا.
وبحسب المصادر، فهنالك إجتماعات من المقرر أن تنعقد بين موسكو وواشنطن في العاصمة طرابلس، يهدف من خلالها الجانب الأمريكي إقناع موسكو برفع الحماية عن بعض حلفائها في ليبيا لإقصائهم من المشهد السياسي.