تداولت وسائل الإعلام يوم السبت الماضي إنعقاد إجتماع بين رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، وأمير قطر تميم بن حمد وعدد من المسؤولين القطريين. تأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة ولقاءه بالامير القطري.
أثارت هذه الزيارة تساؤلات عديدة حول أهدافها في ظل ما تعيش به البلاد من أزمة حقيقة وإشتباكات مسلحة بين ميليشيات تابعة لعبد الحميد الدبيبة وأخرى تابعة لرئيس حكومة الإستقرار المُكلف من البرلمان، فتحي باشاغا. هذه الإشتباكات التي جاءت نتيجةً لرفض الدبيبة قرارات مجلس النواب التي نتج عنها تعيين حكومة جديدة وقرار باشاغا لدخول العاصمة طرابلس بقوة السلاح لتولي مهامه منها.
الأنباء كشفت أن سبب زيارة عقيلة صالح لقطر جاء لبحث المستجدات الراهنة في ليبيا، ودعم قطر لخيارات الشعب الليبي، وتحقيق تطلعاته في التنمية والإزدهار من أجل وحدة ليبيا وإستقرارها. لكن مصادر مُقربة من رئيس مجلس النواب الليبي كشفت ان الهدف من الزيارة لا يتعلق بدعم خيارات الشعب الليبي، بل لدعم مصلحة عقيلة صالح.
حيث كشف المصدر، أن عقيلة صالح ناقش مع الأمير القطري سبل وقف الدعم عن حكومة الوحدة الوطنية وتقديم الدعم لحكومة الإستقرار المُكلفة من البرلمان. هذا وقد علق الناشط والمحلل السياسي، فرج فركاش، على هذه الأنباء وقال: “عقيلة صالح بعد المصالحة الأخيرة لدول الحصار مع قطر وعودة العلاقات مؤخراً، وبعد أن تم رفض حكومته الموازية، لم يعد له خيار إلا طرق أبواب من كان يعتبرهم خصوماً، ومن بينهم تركيا وقطر، لمحاولة إيجاد دعم لصفقة التمديد وتقاسم السلطة ودعم لحكومة باشاغا، أو تسوية تضمن إستمرار بقائه في المشهد”.
الجدير بالذكر أنه وبحسب الانباء تواجد خلال هذا اللقاء نجل القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية في المنطقة الشرقية، بلقاسم حفتر، الأمر الذي إعتبره عدد من المحللين السياسيين رسالة من قائد الجيش خليفة حفتر عن جاهزيته لفتح قنوات تواصل مع دولة قطر.
الخبير في الشأن السياسي الليبي، أحمد البريكي، قال أن زيارة عقيلة للدوحة جاءت تخوفاً من ان ينجح الدبيبة في إجراء إنتخابات برلمانية في القريب العاجل بعد تفعيل الدائرة الدستورية، الامر الذي سيأتي برئيس جديد لمجلس النواب ويُبعد عقيلة من المشهد السياسي الليبي.
وأضاف البريكي، ان تواجد بلقاسم حفتر في الدوحة الهدف منه أيصال رسالة بان القيادات في شرق البلاد سواء السياسية أو العسكرية، منفتحة وترغب في فتح صفحة جديدة مع قطر.
وفي ختام حديثه طرح المحلل السياسي سؤالاً مهماً ألا وهو هل سينجح عقيلة صالح في البقاء بمنصبه وإقصاء عبد الحميد الدبيبة من المشهد السياسي، ام سيستمر الدبيبة رئيساً للحكومة في طرابلس ويعقد إنتخابات برلمانية في القريب العاجل؟
