أخبار عاجلة

محلل سياسي  يحذر من خطورة تفاقم الأوضاع في ليبيا   

تشهد الساحة السياسية الليبية تطورات عديدة وأصبح الوضع معقد للغاية بسبب التحالفات الغير مفهومة بين الأطراف السياسية الليبية، منها ما يخدم مصالح ومطالب الشعب الليبي، ومنها ما يصب في مصالح شخصيات بعينها بهدف البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة.

فبعدما شهدت ليبيا تحالفاً غير مباشر بين القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي المشير، خليفة حفتر، ووزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، أواخر العام الماضي بعد فشل إجراء الإنتخابات الرئاسية، تم تعيين حكومة جديدة في البلاد برئاسة فتحي باشاغا بتكليف مباشر من مجلس النواب الليبي في طبرق برئاسة المستشار عقيلة صالح.

وقال خبراء أن  الهدف من هذا التحالف المضي قدماً نحو إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة في أقرب فرصة ممكنة لتحقيق مطالب أبناء الشعب الليبي الذي عانى طويلاً من الفوضى وعدم الإستقرار منذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن هذه الحكومة وحتى هذه اللحظة لم تتمكن من الشروع في تنفيذ مهامها، والسبب في ذلك هو تمسك رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، بمنصبه ورفضه لتنفيذ قرارات مجلس النواب الليبي.

واضافوا أنه بعد شد وجذب بين الحكومتين بدأ عبد الحميد الدبيبة يكون تحالفات جديدة مع بعض الأطراف السياسية في ليبيا على رأسهم حليف فتحي باشاغا، المشير خليفة حفتر. حيث عُقد إجتماع في الإمارات بين إبراهيم الدبيبة، ابن أخ عبد الحميد الدبيبة، وصدام حفتر، نجل المشير خليفة حفتر، نُوقشت فيه المُتطلبات اللازمة لإقصاء فتحي باشاغا من المشهد السياسي، لينفرد الدبيبة بالسلطة.

ووفق خبراء من ضمن المطالب والشروط هو أن يتم تعيين رئيس جديد للمؤسسة الوطنية للنفط يكن بولائه للمنطقة الشرقية وإجراء بعض التعديلات الوزارية بحكومة الوحدة وتعيين بعض الشخصيات التابعة للمشير خليفة حفتر. وبالفعل تم تنفيذ الشرط الأول، حيث أصدر عبد الحميد الدبيبة قراراً بإقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، من منصبه وتعيين فرحات بن قدارة خلفاً له.

وعلى الصعيد الآخر تواصل الجانب التركي، الذي يدعم الدبيبة، مع رئيس مجلس النواب الليبي، وقدم له دعوة رسمية لزيارة أنقرة وبحث سبل التعاون لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة الليبية. وبالفعل تم اللقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشار عقيلة صالح، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تولي الأخير منصبه في عام 2014.

وبحسب تسريبات من مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب، فقد نجح عقيلة صالح في إقناع الجانب التركي بالتوقف عن دعم عبد الحميد الدبيبة، وتقديم الدعم لفتحي باشاغا، كونه مُكلف من مجلس النواب الليبي. هذه التسريبات دفعت عبد الحميد الدبيبة لتكوين تحالف جديد مع رئيس المجلس الرئاسي الحالي في ليبيا، محمد المنفي.

وتعليقاً على هذا التحالف، قال رئيس المكتب السياسي لحزب “تيار ليبيا للجميع”، فتحي البعجة، على ما يتم تداوله حول بوادر تحالف بين رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة، ضد فتحي باشاغا. البعجة قال: ” إن المنفي كان في قائمة الدبيبة باعتباره رئيساً للدولة بشكل مؤقت ووضع لأسباب تتعلق بتكتيك جهوي، والدبيبة اليوم يحاول خلط الأوراق والقيام بتحالفات وقتية للبقاء في السلطة، وأولها كان عقده لصفقة إقالة مصطفى صنع الله مع المشير خيلفة حفتر”.

المشهد السياسي المُتخبط في ليبيا وإستمرار الأطراف السياسية بالتمسك بمواقعها وعدم تقديم أي تنازلات، وعلى رأسهم تعنت عبد الحميد الدبيبة، من أجل تحقيق مطالب الشعب الليبي جعل من إحتمالية نشوب حرب أهلية جديدة في البلاد أمر وارد جداً وهو ما يجعل من فكرة إجراء إنتخابات رئاسية في القريب العاجل أمر بعيد المنال.

 

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى