أقام مركز رسالة السلام للدراسات والبحوث مساء الخميس 4 إبريل 2024 إفطارا وندوة فكرية في فندق فصك، حضرها جمهور غفير من الصحفيين ورجال الفكر ونخبة المجتمع الموريتاني.
عنوان الندوة كان “العشر الأواخر فرصة لتدبر القرآن الكريم”.
وقد شهدت مداخلات لرئيس المركز الأستاذ حي معاوية حسن ونقيب الصحفيين الموريتانيين الأستاذ أحمد طالب ولد المعلوم والأستاذ أحمد الحافظ والأستاذ محمد ولد بدن وآخرين..
وفيما يلي كلمة رئيس المركز الأستاذ حي معاوية حسن:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بكم في هذا الإفطار الذي تنظمه مؤسسة رسالة السلام، على شرفكم إخوتي قادة الفكر والرأي.
السادة والسيدات:
يقول المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي إن الاحتفال بالعشر الأواخر من شهر رمضان وفق المنهج الإلهي، يكون بتدارس وتدبر آيات القرآن الكريم وتطبيق أحكامه وتشريعاته ومعرفة منهاجه لحياة الإنسان في الدنيا، لكي يعيش حياة كريمة في ظل الاستقرار والسلام، وفي الآخرة يجزيه الله جنات النعيم.
ويتساءل الشرفاء الحمادي قائلًا: ألم يأمر الله المسلمين بأن يتدبروا في آياته ومعرفة منهاجه وتشريعاته واتباع أخلاقياته، والاقتداء بالرسول عليه السلام في معاملاته وسلوكياته بالرحمة والعدل والإحسان والسلام والعفو؟ ومن يهده الله لقرآنه ويتبع بيانه فسيكون من عباد الله الصالحين، يجزيه جناته، ومن اتبع روايات الشيطان وأتباعه ودعاة الضلال فسيكون حسابه عسيرًا، ولن تنفعه حينها أقوال شيوخ الدين، وسيرى أهوال المارقين من الدين الخالص يوم القيامة.
أتمنى لكم إفطارا شهيا وعملا متقبلا وكل عام وأنتم بخير..
أما الدكتور أحمد الحافظ فقد ألقى الكلمة التالية:
السلام عليكم ورحمة الله
السيد ممثل وزير الثقافة
السيد نقيب الصحفيين الموريتانيين
السيد نقيب الصحفيين الدوليين
السيد ممثل جامعة الرباط
السادة المحاضرون الكرام
اسمحوا لي ان انبه الي موضوع مهم جدا الا وهو ( ليلة القدر بين التضليل والتبجيل) سأستعرض أمامكم مختطفات من مقال للمفكر العربي الاستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي حول الموضوع الذي يستحق النقاش والتأمل:
لقد أنزل الله سبحانه في ليلة مباركة من ليالي شهر رمضان كتابًا منيرًا أضاء تلك الليلة وبارك فيها وشرًّفها بالنور الذي أنزله في قرآنه على رسوله الكريم.
فلننظر كيف استطاع المتآمرون على رسالة الإسلام أن يصرفوا الناس عن الحدث العظيم في ليلة القدر وهو نزول القرآن إلى توجيه عقول المسلمين إلى الليلة وليس إلى الحدث العظيم، وتلك هي الحيلة التي استغفلوا بها عقولهم.
ليصرفوا انتبهاهم عن القرآن ويقنعونهم بليلة مظلمة لو لم ينزل فيها القرآن لأصبحت ليلة عادية مثل بقية ليالي شهر رمضان، فكيف قبلت العقول أن تنساق وراء حيلة لتبتعد عن كتاب الله وتتمسك بالوعاء ليتركوا المحتوى (كتاب الله المبين)؟
القرآن العظيم كتاب كريم قد أنزله الله على رسوله وسيبقى كتاب الله نبراسا.
السادة والسيدات:
متى تتحرر العقول ويرمي المسلمون خلف ظهورهم هذه المتاهات؟ ليتوقف الضياع ويرجعوا إلى الله وإلى ما أنزله على رسوله كما أمرهم سبحانه بقوله: «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (الأعراف : 3).
حتى لا يضلوا ويستغفلهم الفقهاء وأصحاب الروايات المحرَّفة والمزورة التي ساهمت بتغييب عقول المسلمين وجعلتهم يتمسكون بالوهم وينسون كتاب الله ويتوهون في الظلمات إلى يوم يبعثون.
أما الأستاذ محمد ولد بدن فقد ألقى كلمة جاء فيها:
يعتبر الإعراض عن القرآن من أكبر البلاوي التي يمكن أن تعانيها الأمة.
قال تعالى:
(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (– (طه: 123-126).
ويقول المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي؛ إن الله سبحانه أمر المسلمين بعدم أتباع غير كتابه بقوله تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )- (الأعراف:3).
أمر واضح وجلي من الله سبحانه لعباده من المسلمين بألا يتبعوا كتابًا غيره، وقد أنذره فى الآية الأولى بأن من لا يتبع كتابه ويحتكم إلى آياته فسيعيش حياة البؤس والضنك، وهذا ما نحن نعيشه اليوم لأننا عصينا أمر الله ومن يعصى الله فقد حل عليه عقاب الله وعذابه.
ويتساءل:
أليس كتاب الله يدعوهم للخير والصلاح، والروايات تدعوهم للضلال والفرقة؟
أليس الله يدعوهم للبر والتقوى حيث يقول سبحانه:
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)- (المائدة:2(
أم يتبعون مرجعيات متناحرة متناقضة فيما بينها جعلت المسلمين في متاهات وصراعات.
الحل في تحرير العقل هو العودة لكتاب الله فقط.
وحينما نقرأ في القرآن الكريم حيث يأمر الله رسوله بقوله:
( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) – (يونس: ١٠٩).
أتمنى لكم صوما مقبولا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نقيب الصحفيين الأستاذ أحمد طالب ولد المعلوم ألقى الكلمة التالية:
السادة والسيدات
يركز المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي على حث الناس على البحث عن مراد الله في شريعته، وكيف يلتزم الإنسان بتطبيقها في حياته ويتدبر المنهاج الرباني في الذكر الحكيم، ليتبعه في سلوكه في تعامله مع الناس من رحمة وعدل وعفو وتسامح وتعاون، لا يظلم في حياته أحدًا ولا يغتاب قريبًا أو بعيدًا، ويؤدي الأمانة، ويتعامل بالصدق والنية الطيبة وبالإحسان والمعاملة بالحسنى، يبتعد عن المحرمات حتى لا يقع في المعاصي، ويتعلم من الآيات التي تهديه إلى طريق الحق الذي إذا اتبعه، يبشره الله بجنات ونعيم.
أشكر مركز رسالة السلام للدراسات والبحوث على اهتمامه بهذا الفكر التجديد البالغ الأهمية، والذي تحتاجه أمتنا.
وأشكر الأستاذ حي العضو الفاعل في نقابة الصحفيين على الدور المهم الذي يقوم به هو وزملاؤه في مركز رسالة السلام ومؤسسة الموريتاني للنشر والتوزيع.
أشكركم جميعا والسلام عليكم..
وفي الختام تم توزيع كميات كبيرة من مؤلفات الاستاذ والمفكر علي محمد الشرفاء الحمادي ولاقت إعجاب منقطع النظير من طرف الحضور .