تحولت الأزمة الصحية التي يعانيها السودان إلى «كارثة بكل معنى الكلمة»، جراء تواصل المعارك منذ أكثر من أسبوعين، في ظل نقص العاملين والمستلزمات الطبية، وانتشار الأوبئة، وفق ما أفاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري.
وقال المنظري لوكالة «فرانس برس» إنه قبل المعارك الأخيرة، مرّ النظام الصحي في السودان بسنوات من الأزمات المختلفة، ما عرّضه للكثير من الهشاشة والضعف الحقيقي، وتابع: «هناك نقص حقيقي في الكادر الطبي المتخصص على سبيل المثال في الجراحة والتخدير، وهذا النقص حلّ في توقيت سيئ للغاية».
وأضاف: «بلغة الأرقام، هناك ما يقارب من نحو 61% من المؤسسات الصحية العاملة في الخرطوم توقفت عن العمل، إضافة إلى الهجمات المباشرة على هذه المؤسسات وطرد العاملين منها». وأشار إلى أن «23% من المستشفيات في الخرطوم تعمل بشكل جزئي، في حين تعمل 16% فقط بكامل طاقتها».
ووفق المنظري، فإن «هناك ما يقارب من أربعة ملايين امرأة مريضة أو حامل وطفل يعانون نقصاً حاداً في التغذية».
وأكد المنظري أن النظام الصحي في السودان كان يحتاج قبل المعارك إلى مئات الملايين من الدولارات، وأن الأمم المتحدة كانت وجهت نداء لدعم السودان في عام 2023 في الجانب الإنساني، والذي يشمل الجانب الصحي، بما يقارب 1.7 مليار دولار، مضيفاً: «للأسف لم نتمكن من الحصول إلا على ما يقارب 13% فقط من هذه المساعدات».
إلى ذلك، أعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، أمس، رفع تعليق المهمة الإغاثية للبرنامج في السودان، وأشارت إلى أن البرنامج سيستأنف بسرعة لتقديم المساعدات وإنقاذ حياة الكثيرين. وكان قرار التعليق قد تم اتخاذه بعد مقتل ثلاثة موظفين في بداية المعارك.