تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بألّا تتخلى قواته ولو عن «شبر واحد» في المعارك الدائرة للسيطرة على منطقة دونيتسك الشرقية، بينما تحدث مسؤولون عينتهم روسيا عن اقتحام قوات أوكرانية بلدة جنوبية بالدبابات، وقالت روسيا إنها لا ترى أي تقدم حتى الآن في تسهيل صادراتها من الأسمدة والحبوب، وهو جزء من اتفاق البحر الأسود للحبوب، تعتبره موسكو أساسياً لتمديد المبادرة فيما بعد الأسبوع المقبل.
وقال زيلينسكي في خطابه المصور ليل الثلاثاء، «الروس لايزالون نشطين للغاية.. عشرات الهجمات كل يوم». وأضاف «إنهم يتكبدون خسائر كبيرة. لكن الأمر لايزال كما هو، التقدم صوب الحدود الإدارية لمنطقة دونيتسك. لن نتخلى عن شبر واحد من أرضنا».
والمنطقة واحدة من أربع مناطق أعلنت روسيا أنها ضمتها في أواخر سبتمبر. والقتال مستمر هناك بين الجيش الأوكراني وقوات تعمل بالوكالة عن روسيا منذ عام 2014، وهو العام نفسه الذي ضمت فيه موسكو شبه جزيرة القرم في الجنوب.
وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء، أن القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت منظومة راجمة الصواريخ المتعددة الأميركية الصنع «هيمارس»، وأطلقت صاروخين على مدينة ستاخانوف في لوغانسك. وأضافت أن أربعة مدنيين هناك لقوا حتفهم جراء إطلاق صاروخ مساء الأحد.
وقال زيلينسكي في خطابه، إن الكهرباء انقطعت عن نحو أربعة ملايين شخص في 14 منطقة، بالإضافة إلى العاصمة كييف. وقالت شركة أورينرغو المشغلة للشبكة الكهربائية الأوكرانية، إن قطع التيار الكهربائي بالتناوب كل ساعة سيؤثر في البلاد بأكملها.
واستهدفت هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية، مع اقتراب فصل الشتاء، عندما تنخفض درجات الحرارة المتوسطة عادة إلى درجات عدة تحت الصفر، وأحياناً إلى سالب 20.
ومن المنتظر أن تصوّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع المقبل على مشروع قانون ينص على ضرورة تحمل روسيا مسؤولية تعويض أوكرانيا عن الأضرار التي نتجت عن «أفعال غير جائزة متعمدة». وقدمت أوكرانيا وكندا وغواتيمالا وهولندا نص مشروع القرار.
وأبدت إيران استعدادها للإسهام في «وضع حد» للحرب بين موسكو وكييف، وفق ما أبلغ أمين مجلسها الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، في طهران أمس.
وتأتي زيارة المسؤول الروسي في ظل تقارب تشهده منذ أشهر علاقات طهران وموسكو الخاضعتين لعقوبات أميركية.
كما تأتي بينما تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع، لمهاجمة أهداف أوكرانية، أبرزها منشآت الطاقة. وبعدما نفت إيران مراراً إرسال أسلحة إلى أي طرف «للاستخدام في الحرب»، أقرت للمرة الأولى الأسبوع الماضي بتزويد روسيا بطائرات كهذه قبل بدء الحرب في أواخر فبراير.
وجدد شمخاني، أمس، تأكيد دعم طهران «أي مبادرة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا استناداً إلى الحوار»، وفق وكالة «إرنا» الرسمية، وأكد استعداد بلاده «للاضطلاع بدور في وضع حد للحرب بين روسيا وأوكرانيا».
من جهته، أفاد مجلس الأمن الروسي في بيان، أن الطرفين «تبادلا وجهات النظر بشأن سلسلة من المشكلات الدولية، خصوصاً الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط».
من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، للصحافيين، إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يضعان عقبات أمام الصادرات الروسية، وأضافت أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت روسيا ستمدد مشاركتها في المبادرة التي تنتهي في 19 نوفمبر.