أخبار مصر

«نجيب ساويرس» يتحدث لأول مرة في حوار جرئ عن «صراعات عادل حمودة»

في كتاب السيد الحراني «خريف عادل حمودة - أستاذ صحافة كرسي في الكلوب»

 

القاهره -متابعات – مصر ليبيا 

صدر حديثاً للكاتب الصحفي والباحث السياسي «السيد الحراني» الطبعة الثانية من كتابه «خريف عادل حمودة – أستاذ صحافة كرسي في الكلوب» عن دار سما للنشر والتوزيع عبر تعسة فصول في 260 صفحة من الحجم الكبير يشارك به في معرض القاهرة الدولي للكتاب الدورة 55.

قال السيد الحراني مؤلف الكتاب أنه حاول عبر صفحات كتابه رصد تجربة الكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة في صحافة الإثارة أو ما أطلق الحراني عليه تعبير «صحافة كرسي في الكلوب»، ويحلل في كتابه مراحل «حمودة» المهنية، ويرصد جزء مهم مما وصفه ب«تجاوزاته» و«اخطائة» المهنية والشخصية.

واستطاع الحراني جذب «أحمد فؤاد درويش» وهو مخرج وكاتب سيناريو ومنتج وروائي مصري ورئيس الجمعية المصرية للتنوير من أجل كتابة دراسة مطولة عن تجربته الشخصية القريبة من عادل حمودة، وتقييمه للتجربة المهنية لحمودة ونشرت في الفصل التاسع والأخير من الكتاب الذي حمل عنوان «القدر مأساة أحياناً».

ولفت الحراني أنه تحت عنوان «رائحة الخوف خلف خيال الأصابع» جاء «الفصل الخامس» من الطبعة الثانية للكتاب الذي حوى نشر حوار في غاية الأهمية أجراه مع المهندس «نجيب ساويرس» رجل الأعمال المصري الذي تحدث فيه «ساويرس» لأول مرة حول علاقته المتوترة بالكاتب الصحفي «عادل حمودة» ومحطات الخلاف الممتد بينهما منذ حوالي 25 عاماً، حين كان «حمودة» نائبًا لرئيس تحرير مجلة روز اليوسف، وروى فيه «ساويرس» بدايات الخلاف، ومراحل صعوده، ومحاولات الصلح بينهما، وأسرار أخرى في غاية الأهمية، والدقة، والخطورة يكشفها لأول مرة بعد سنوات طويلة من الصمت.

‌نص الفصل الخامس الذي يحتوي على حوار ينشر لأول مرة مع المهندس «نجيب ساويرس»:
كتب الحراني قائلا: «إن المجانين المنافقين وحدهم هم الذين يتعثرون بحوارهم الداخلي، ويمضغون خبز أوهامهم، والإنسان كتلة طينية معجونة بالضمير، وبدون الضمير البشري يعود الطين إلى أصله من الوحل، حيث جهاز القيم يفقد مناعته فتصاب الفضائل بالإيدز، وتدفن في أسفل سافلين».. كتب عادل حمودة في أحد مقالاته تلك الجمل والعبارات.. ولذلك؛ عملاً بنفس المبادئ التي يحملها ويكتبها أستاذ كبير بحجم عادل حمودة؛ أحاول البحث والكتابة ليس بهدف التشويه كما ادعى في حقي بعض تلاميذ حمودة -وهم زملاء أفاضل- وأيضًا من بينهم أصحاب فضل في تكويني الفكري، أو لخدمة مصالح رجال مال أو سلطة، ولست أداة تُستخدم من قبل أجهزة علمًا بأن الصحافة «مهنة تَسْتَخْدِمُ وَتُسْتَخَدَمُ».

وسرد الحراني: مرة أخرى كان مشهد نهاية عادل حمودة بدأ حينما تملكته الثقة الزائدة بالنفس التي يمكن أن يطلق عليها «الغرور» خاصة أنه بعد نجاحه في موقعة الليثي أصبح ملء السمع والبصر، ففتح ملفات الجميع من وزراء ورجال دولة ورجال أعمال ربما عن قناعة بالدور الحقيقي الذي يجب أن تلعبه الصحافة في كشف خفايا وخطايا الأنظمة ورجالها، أو حتى بعض رجالها الذين يجب أن يكون هناك مبرر للقرارات السيادية باستبعادهم حتى لا تكون الأنظمة تأكل أبناءها دون مبرر.. حقًا إنها لعبة الموت التي يعيشها المصريون دومًا منذ جدهم الأكبر فرعون وحتى النقطة الزمنية التي أحدثكم عنها، وأيضًا حتى صدور هذا الكتاب.
طالت «روز اليوسف» آنذاك رقاب الجميع «نواب برلمانيين، وزراء حاليين وسابقين، فنانين، مثقفين، رجال أعمال، مشايخ أزهريين»، حتى الكنيسة وبعض رجالها وعلى رأسهم البابا شنودة نفسه لم يسلم من حملاتها التي كان ضمن من يحررها الزميل «أسامة سلامة» مما دعا شنودة إلى توجيه شكوى للرئيس الأسبق مبارك شخصيًّا.. كل هذه المشاهد السابقة كان لا بد أن تكون مؤشرًا لـ«حمودة» على أنه يجب أن يبحث عن طريق آمن للهبوط من القمة قبل أن يُلقى منها صريعًا أو جريحًا أو مصابًا بعاهات تصاحبه ما تبقى من عمره، ورغم ذكائه لم يبحث عن هذا الطريق الآمن بل وقف يعلن للجميع وجوده إلى أن جاء القرار باستبعاده من مجلة «روز اليوسف» لكاتب مقال أسبوعي كل يوم سبت بصحيفة «الأهرام،» وجاء القرار لأسباب كان آخرها حديثه بشكل غير لائق كما ذكرت من قبل مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر آنذاك في اجتماع جمع القيادات الصحفية قائلاً: «إذا كنت تريد أن أجمل الحكومة، يجب على الحكومة أن تضع المساحيق والألوان على وجهها»، الرد كان صادمًا للجميع مما دعا الجنزوري للإعلان عن غضبه خاصة أن حمودة كان قد تورط في نشر تحقيق حول البيان الكاذب الذي يحرض على اغتيال مجموعة من رجال الأعمال المصريين على رأسهم المهندس نجيب ساويرس وكان ذلك من خلال نشر تحقيقات صحفية مصورة عن أماكن معيشتهم وتواجدهم عقب نشر التهديد المفبرك لإحدى الجماعات الإرهابية التي انتشرت في مصر –آنذاك- باغتيال رجال الأعمال المصريين المسيحيين.

واستطرد السيد الحراني: لذلك أجريت حوارًا مع المهندس نجيب ساويرس لكي يوضح لي تلك القضية بنفسه.
‌وفيما يلي نص الحوار:
* هل هناك خلاف بينك وبين عادل حمودة الذي دائمًا ما يُظهر عداءه لك المتمثل في حملاته الصحفية المستمرة ضدك؟
– نعم، وبدأ الخلاف في نهاية التسعينيات عندما كان عادل حمودة يعمل نائبًا لرئيس التحرير بمجلة «روز اليوسف»، وفي تلك الفترة انفردت جريدة الدستور في إصدارها الأول الذي كان يرأس تحريره إبراهيم عيسى بنشر بيان منسوب لمنظمة إرهابية بالتخطيط لمحاولة اغتيال ثلاثة رموز مسيحية وكان ضمن هؤلاء الرموز أنا ورامي لكح ورءوف غبور، وعندما قرأت البيان تشككت فيه لأنه حوى ضمن عباراته في الإشارة جملة «وهذا الراشي» في الإشارة إلى رءوف غبور حيث كان قد اتهم في قضية تقديم رشوة لأحد موظفي وزارة الاتصالات وانتهت التحقيقات لتبرئته، وهنا تأكدت أن البيان مفبرك لأنه من غير المنطقي أن يكون ضمن اهتمامات الإرهابيين متابعة حركة البيزنس وقضاياه هذه، وحينذاك أرسلت إلينا أجهزة الأمن حراسة شخصية ولكني صرفت الحراسة التي أرسلت لي إيمانًا مني بأنني لا أخشى أحدًا وأن هذا وطني، ومن يرغب في التعرض لي فليتقدم.
* ما علاقة عادل حمودة بهذا الأمر، وماذا حدث بينكما؟
– في تلك الفترة اتصل بي عادل حمودة في المنزل تليفونيًّا وأكد لي أن الأمر خطير، وأنني لا أتعامل معه بما يستحق، فأكدت له وجهة نظري بأن الموضوع ليس له أي أهمية بالنسبة لي وتضخيمه لن يضر إلا بمصالح الدولة المصرية في الخارج وأمام العالم الذي ستكون صورة مصر أمامه غير آمنة، والمسيحيون فيها مهددون بالقتل خاصة أن الأمر يتعلق برجال أعمال بما سيضر بالاقتصاد المصري، وبالتالي سيتم التأثير سلبًا على مؤسسات الدولة، وقلت له أيضًا يا أخ عادل الحديث عن الموضوع وتضخيمه سيكون بمثابة التحريض بالفعل على قتل رجال أعمال مسيحيين وأيضًا مسلمين وسيعرض بالفعل أمننا الشخصي للخطر خاصة أن زوجتي وأبنائي متأثرون -وحينها بالفعل رءوف قام بتسفير زوجته وأبنائه لخوفه عليهم، ورامي لكح جلب حراسة قوية وسيارات مصفحة لمرافقته- وختمت مكالمتي معه بأنني لن أعلق على هذا الأمر وأرجو منك ألا تفتح هذا الملف.
* في هذا الإطار لا توجد أي مشكلة، ولكن كيف تطور الأمر إلى هذا العداء؟
– ما حدث بعد ذلك كان سببًا للخلاف، وهو اتصال الأخ عادل برامي لكح، ورامي من يومه غاوي شهرة وصحافة، وأيضًا اتصل برءوف غبور وعمل قصة وموضوع صحفي، ففوجئت على غلاف «روز اليوسف» تفاصيل التخطيط لاغتيال رجال أعمال مسيحيين وأُفْرِد في المجلة صفحات للموضوع وضمن تفاصيل الموضوع معلومات عن مكان سكني وعملي وخط سيري اليومي، وكأنه يضع تلك المعلومات بالفعل أمام أي جماعة إرهابية لاغتيالي أو لإلحاق الأذى بزوجتي وأبنائي، ولأن الذي فجر الأمر من البداية كانت جريدة الدستور وكانت جريدة تتمتع بصفات معارضة قوية للحكومة وكانت رخصتها في إصدارها الأول لندنية، فقد أغلقت الحكومة جريدة الدستور بحجة نشر بيان منسوب لمنظمة إرهابية وهمية مما يعرض حياة مصريين أبرياء للخطر وحينذاك صديقي وحبيبي إبراهيم عيسى تصور أن لي علاقة بهذا الأمر وأنا ليس لي أي علاقة نهائيًّا، وتزامن في تلك الفترة أن الأخ عادل حمودة أهان رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت كمال الجنزوري أمام مجموعة من الصحفيين حينما قال الجنزوري بهدوء شديد وهو رجل دمث الخلق يا جماعة أنتم تنشرون دائمًا حملات تسيء للحكومة وأتمنى أن تنشروا أيضًا حملات توضح إنجازات الحكومة التي تتحقق، فرد عليه الأخ عادل بس الحكومة لازم تتمكيج، فغضب الجنزوري ووقعت بينهما مشادة كلامية، والأخ عادل ده حقيقة يصدر عنه أي شيء، فكان هذا الحوار لا يليق مع رئيس وزراء مصر ولكن كان هذا التطاول مشهورًا عن عادل حمودة ويمكن أن يصدر عنه أي شيء بمعنى أنه ممكن أن يكون تلميذ لــ«هيكل» ثلاثين عامًا ومطلّعه السماء وتجيله تعليمات أن هيكل دوره انتهى، فيقلب مائة وثمانين درجة ويشتم في هيكل، وتزامن أيضًا مع تلك الواقعة كنت في اجتماع مع الدكتور الجنزوري واستنكرت إغلاقهم لجريدة الدستور وقلت له أنتم تكيلوا بمكيالين، هل يمكن أن تتخذ نفس القرار بإغلاق مجلة حكومية مثل «روز اليوسف» رغم أنَّها ارتكبت جرمًا أكبر من الذي ارتكبته الدستور، وتم استبعاد عادل حمودة من منصبه بالمجلة ونقله للأهرام، فتصور أنني المحرض رغم أنَّني كنت أضرب للجنزوري المثل بمجلته ليصب في صالح الدستور التي حقيقة غضبت لغلقها ونصب لي منذ تلك اللحظة العداء.
* هذا يعني أنه ليس لك علاقة بقرار نقل عادل حمودة للأهرام وحرمانه من حلم عمره بأن يجلس على كرسي أستاذه صلاح حافظ كرئيس تحرير لمجلة «روز اليوسف»؟
* نعم، ليس لي أي علاقة من قريب أو بعيد، خاصة أن موقف الحكومة أصبح محرجًا بعد إغلاقها جريدة خاصة وقبل ذلك الأمر كان الأخ عادل شديد النقد للحكومة، وأدار ضدها مجموعة من الحملات وافتعل أزمة كبرى مع السعودية عندما كتب مقالة «فضيحة على النيل» وتجاوزات أخرى ربما تكون وراء قرار نقله للأهرام حينذاك، ويا أستاذ سيد أنا أذكر معك هذا الآن بعد كل هذه السنوات لإبراء ذمتي وساحتي من هذا الأمر.
* ماذا حدث بعد ذلك؟ وكيف تطور الأمر؟
– بدأ عادل حمودة الكتابة في الأهرام ولديه قناعة بأن له تار معي فطالني هجومه وتجاوزاته، وأنا رجل صعيدي دمي حامي وميتي مابيندفنش واللي بيرميني برصاصة برميه بقنبلة واللي عاوز يهزر معي بكسر له رجْله، فأصبح عادل يهاجمني ليل ونهار حتى عندما فتح جريدة صوت الأمة كان يكتب عني صفحات وأنا لم يرمش لي جفن لأني مؤمن بقاعدتين هما: «لا تجادل الأحمق فقد يخلط الناس في التفريق بينكما، ولا ترد على الأقزام حتى لا تجعل منهم عمالقة»؛ لذلك لن تجد طوال هذه السنوات الماضية أي رد لي على ما كتبه ضدي وإحقاقًا للحق لم يصنع عادل حمودة هذا معي فقط بل كان يهاجم أحمد بهجت وزوجته وينتهي الهجوم عندما يعلن بهجت عن شركاته في جريدته، وفعل الأمر نفسه مع علاء الخواجة وآخرين كثر، وللأسف معظم الناس بيشتروا دماغهم ويتجاوبوا ويرضخوا لهذا الابتزاز.
* هذا الحديث خطير؛ فمعنى ذلك أن عادل حمودة يمارس ابتزاز بعض رجال الأعمال؟
– سأقص عليك رواية كان الشاهد عليها صديق عادل حمودة الصدوق ويُدعى «هاني عنان» وأتحمل مسئولية الرواية حيث زارني هاني عنان وكانت هناك بعض التعاملات بيننا وأخبرني بأن عادل حمودة سيبدأ في نشر حملة صحفية شرسة جدًا ضدي وكانت تلك الحملة أثناء رئاسته تحرير جريدة صوت الأمة، فقلت لـ«هاني»: وأنا لا أهتم، فقال لي: ولماذا لا تتعامل مع الأمر مثل الآخرين وتنتهي الأزمة بحملة إعلانية بنصف مليون جنيه أو مليون جنيه، فرفضت بشدة وحدثت هاني عن موضوع لا داعي لذكره حتى يبتعد عن هذا الأمر ولا يتدخل في أي أمر يخص صديقه عادل وبالفعل ابتعد تمامًا هاني عنان عن أي وساطات لصالح عادل حمودة خشية أن تطارده الشائعة التي طاردت حمودة.
* ولكن عكس ما تقول بأن هجومه لم يكن يعنيك، انفعلت عندما انتقد زوجتك؟
– طبعًا؛ فأنا رجل صعيدي ودمي حامي ولا يمكن أن أسمح لأحد بأن يتطاول على أهل بيتي وكان التطاول بعد أن أجرت إحدى مجلات الأزياء حوارًا مع زوجتي، وذكرت أن أكثر الأشياء المحببة لها: شراء واقتناء الأحذية وأن زوجي نجيب ينتقدني دائمًا في هذا الأمر، وما كان من الأخ عادل إلا أنه قلب الموضوع وكتب عنه بتهكم.
* كيف كان عادل حمودة السبب في صداقة جمعتك بالراحل شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي؟
– كعادة الأخ عادل طال هجوم جريدته شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي مما اضطر شيخ الأزهر لرفع قضية ضده، وكان من المؤكد أنها ستقضي بسجنه، وهنا كانت هناك محاولات من القيادة السياسية آنذاك للضغط على شيخ الأزهر للتنازل حتى لا يتحدث البعض بأن النظام المصري يسجن الصحفيين فكان الرجل يتعرض لضغوط شديدة من أجل التنازل وحينذاك جمعتنا الأقدار بشيخ الأزهر، فقال لي هل تعرف أننا من بلد واحدة في الصعيد؟ فقلت له أعلم ذلك، ولذلك أود أن أطلب منك طلبًا، فقال ما هو؟ فقلت له لا تتنازل عن قضيتك ضد عادل حمودة فأنا قدمت ضده عدة قضايا وحكمت لصالحي، ومثل هؤلاء لا يجب أن نتهاون معهم حتى لا يتمادوا، فابتسم شيخ الأزهر وقال لي يا أخ نجيب إحنا صعايدة ولا يمكن نسيب حقنا أبدًا، ومن هنا صارت صداقة بيني وبين الرجل حتى رحيله، ولدي بخط يده خطاب أعتز به وأضعه أمامي في مكتبي تقديرًا واحترامًا له (رحمه الله).
* إذن، أنت استطعت أن تكسب أحكامًا قضائية ضد عادل حمودة؟
– نعم، ولكن معظمها غرامات وتعويضات مالية، والمرة الوحيدة التي حُكم فيها عليه بالسجن عامين استطاع عاطف عبيد رئيس وزراء مصر السابق التدخل وتهديد القاضي بالتراجع عن حكمه، وبالفعل خشي القاضي بطش عبيد وحمودة به وحول الحكم إلى غرامة مالية.
* أفهم من حديثك أن حملات عادل حمودة الصحفية ضد الشخصيات العامة بعضها وهمي؟
– تكون مدفوعة الأجر أو لإحداث توازنات في المجتمع السياسي المصري من قبل أجهزة أمنية بأن يكون مسئول انحرف عن مساره وبتلك الحملة يتم ردعه.
* حتى بعد أحداث 25 يناير 2011؟
– نعم، وأنا كاتب مقال نُشر في جريدة «الأخبار» حمل عنوان «اليويو.. صحفي للإيجار» قلت به ذلك، وليس عادل وحده بل هناك آخرون ومعروفون للجميع، والساحة الصحفية بها آخرون محترمون ويملكون أقلامًا حرة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر سليمان جودة والراحل سلامة أحمد سلامة.
* بماذا تفسر هجوم عادل حمودة على محمد حسنين هيكل مؤخرًا؟
– قلت لك: إنه شخص يمكن أن يصدر منه أي شيء ومن الممكن أن يكون قد تلقى تعليمات أمنية بذلك.
* وكيف تفسر أن هجوم عادل عليك أنت بالتحديد ما زال مستمرًا لأكثر من عشرين عامًا؟
– لكل الأسباب التي ذكرتها لك من قبل وكما قال هو نفسه لأحد أصدقائي المقربين، نجيب الوحيد الذي استعصى عليّ، ويقصد هنا الابتزاز طبعًا، وربما في الآونة الأخيرة لأسباب سياسية وحزبية تتعلق بأن المصريين الأحرار أقوى الأحزاب التي كانت تنافس في الانتخابات البرلمانية فمن الممكن أن يتوجه له بعض المنافسين ليتفق معه لمعاودة الهجوم ضدي من أجل بعض الأموال.
* إذن، لماذا تم الزج بالشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم في هذا الصراع؟
– أحمد فؤاد نجم شاعر كبير وأنا مرتبط به كشاعر منذ أن كان عمري ستة عشر عامًا وكان يأتي والشيخ إمام إلى مدرستنا ويلقون على مسامعنا الأشعار الحماسية التي كانت تلهب المشاعر وأيضًا في الجامعة كنا نستمع لأشعاره ولذلك سعدت جدًا عندما وجدت صديقي المخرج مجدي أحمد علي يتحدث إلي ذات مساء منزعجًا لأن دار الأوبرا رفضت إقامتهم لحفل عيد ميلاد أحمد فؤاد نجم بسبب تعليمات أمنية، فرحبت بأن أقيم هذا الحفل في السينما التي أمتلكها، وكانت حفلة رائعة حضرها عشاق ومحبو أحمد فؤاد نجم، وتحدثت بها قائلاً إن هذا الرجل واجه كل العصور من أجل مصر وظُلِم كثيرًا، واهتزت مشاعر الرجل فما كان من الأخ عادل إلا أنه تصيَّد الأمر وكتب مهاجمًا «نجم» في مقال بالأهرام بعنوان «الجياد لا تباع في السوبر ماركت» بما يعني أن نجم رجل يساري وباع نفسه لرجل رأسمالي.. وهذا حديث لا يليق بمكانة شاعر كبير ومناضل قوي بحجم أحمد فؤاد نجم فاستثار نجم الأمر فكتب كتابه «أنا بقى وعادل حمودة» الذي يلقبه البعض بـ«الكتاب الأسود لعادل حمودة».

انتهى حوار «السيد الحراني» محرر الكتاب مع المهندس «نجيب ساويرس» وختم الحراني الفصل الخامس قائلا:
«في النهاية لم يكن حواري مع رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس مقتصرًا فقط على الصراع الذي امتد بينه وبين عادل حمودة لأكثر من عشرين عامًا، بل امتد إلى قضايا أخرى وجوانب خاصة جدًا ليس هذا مجال كتابتها أو نشرها، ولم يكن حواري مع ساويرس لمساندته، فالرجل لا يحتاج لي فهو يملك من الوكالات الإخبارية والصحف والمواقع الإلكترونية والمحطات التليفزيونية المصرية والأجنبية ما يكفي ويزيد لمواجهة مهاجميه.. لكن في سياق رصدي وبحثي عن الملامح الخفية في شخصية وعلاقات عادل حمودة كان لا بد أن أتحدث مع الجميع ولكن للأسف البعض من هؤلاء هربوا ورفضوا عندما طلبت منهم أن أجري معهم حوارات صحفية يتضمنها كتابي عن الخفايا والأسرار التي كانت وراء حملات حمودة الصحفية ضدهم (ولا داعي لذكر أسمائهم علمًا بأنني أملك تسجيلات تليفونية بالمكالمات التي جرت بيني وبينهم وتلك التسجيلات شاهدة على الكثير من الأمور التي ربما أنشرها في وقت لاحق)، فبعضهم معروفون، وآخرون أشتم الآن رائحة خوفهم، مرتعدين خلف خيال أصابعهم».

والجدير بالذكر أن «السيد الحراني» مؤلف كتاب «خريف عادل حمودة – أستاذ صحافة كرسي في الكلوب» هو كاتب صحفي بمؤسسة أخبار اليوم، وباحث سياسي، وروائي وسيناريست مصري، تخرّج في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ويشغل حالياً عضويات لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ونقابة اتحاد كتاب مصر.
وعمل بالعديد من الصحف المصرية من بينها «الفجر، البوابة، مصراوي، المصري اليوم، الوطن، الأهرام، أخبار اليوم»، وقام بكتابة مذكرات «الدكتور مصطفى محمود»، و«الدكتور سعد الدين إبراهيم»، و«الدكتور مصطفى الفقي»، و«الدكتور رفعت السعيد»، و«الدكتور محمد حبيب»، ورجل الأعمال «أحمد الريان» بعد خروجه من السجن، والمفكر الإسلامي «جمال البنا»، و«الفنانة فاتن حمامة»، و«الفنان نور الشريف» والفنان «حمدي أحمد».
وقدم برنامجًا تليفزيونيًّا باسم «مسافر بين الشك واليقين»، وله العديد من المؤلفات، من بينها: روايات «مارد»، «قضية الكوراني»، وكتب: «الجماعات الإسلامية من تانى»، «الفيلسوف المشاغب»، «الوثائق المجهولة للإخوان المسلمين»، «ملعون أبو الواقع»، «فلسفة الموت»، و«الإخوان القطبيون».

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى