في الذكرى الخمسين لنصر حرب أكتوبر 1973؛
كل الاكبار والاجلال لضباط ومراتب وجنود الجيش المصري ولكل قوى الشعب المصري المساندة له في حرب أكتوبر المجيدة.
لكن وللتاريخ فإن ذلك الإنتصار العسكري لم يكن وليد معارك حرب أكتوبر 1973 فحسب، بل نتيجة حتمية لجهود مضنية بذلتها القيادة السياسية والعسكرية المصرية لسنوات وسنوات ما قبل أكتوبر 1973، تلك القيادة المصرية التي أبت الانكسار وقررت رد الصاع صاعين للعدوان الثلاثي 1956 ولنكسة 1967.
كما لا يفوتني هنا الإشادة بالمساندة العربية عامة والليبية خاصة بالمال والسلاح والرجال لجانب الجيشين المصري والسوري في معارك حرب أكتوبر 1973.
لكن رغم حجم تضحيات الشعب والجيش المصري وتحقيق النصر العسكري المؤزر في حرب 1973، إلا أن الرئيس السادات للأسف لاحقاً كبّل أيدي مصر بإتفاقية كامب ديفيد؛ تلك الإتفاقية التي أعطت للكيان الصهيوني الإسرائيلي ما لم يكن يحلم به، نظير إستعادة مصر لما تبقى من أراض مصرية محتلة. وبالمقابل خروج مصر- الجيش والدولة- من معادلة الصراع العربي الصهيوني الإسرائيلي ولعب دور الداعية لسلام (مزعوم) نتيجته النهائية شرعنة دولة الكيان الصهيونى الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني في أرض فلسطين كل فلسطين.
أجدد مباركتي للشعب والجيش المصري بالذكرى الخمسين لنصر حرب أكتوبر 1973، ومازال الأمل يحدونا في مصر القوية المدافعة عن حقوق وقضايا الأمة العربية.
إشتيوي الجدي
دبلوماسي ليبي سابق
06 أكتوبر 2023