قال الدكتور شريف إسماعيل استشاري وباحث الأمراض الروماتيزمية والمفاصل بالمركز القومي للبحوث، إنه في البداية يجب أن نوضح أن مرض الروماتويد المفصلي هو مرض مزمن يصيب في المقام الأول مفاصل الجسم والأنسجة المتصلة بالمفاصل، إذ هو مرض تأثيره عام يعني لا يؤثر على مفصل معين أو منطقة معينة في الجسم فقط، وإنما أعراضه منتشرة.
وأضاف إسماعيل، خلال تصريحات صحافية، أن هذا المرض يحدث بسبب خلل في وظائف بعض الخلايا المناعية في الدم بحيث ينتج عن هذا الخلل تكوين أجسام مضادة بشكل خاطئ في الجسم، إذ تهاجم أغشية المفاصل وتسبب بها الالتهاب، والذي بدوره يسبب التورم والألم وصعوبة الحركة وغيرها من أعراض الاتهاب المفصلي.
وتابع إسماعيل، أن هذه الالتهابات تمر بفترات نشاط وهدوء، وتلك هي طبيعة هذا النوع من الأمراض الروماتزمية المناعية المزمنة.
وأوضح إسماعيل، أن المرض قد يستمر لعدة سنوات مع المريض ولكن بالعلاج الصحيح والمتابعة يتم السيطرة عليه بحيث نقلل فترات النشاط المرضي وشدته ويتمكن المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وتطرَّق إسماعيل، إلى أنه في بعض الحالات يحدث التحسن المستمر مع العلاج إلى درجة أنه قد يصل إلى عدم الاحتياج إلى علاج من الروماتويد، ولكن هذا ليس معناه الشفاء التام كأنه لم يكن، فـ القابلية لحدوث الخلل المناعي لا تزال موجودة في الجسم وهي أيضًا لها شق وراثي، حتى في غياب الأعراض الإكلينيكية.
وأكد إسماعيل، أنه يجب التنويه أن مدى فاعلية هذا الخلل في إحداث نشاط مرضي عادة ما تقل مع تقدم العمر.
وأشار إسماعيل، إلى أنه بالتالي يُمكننا القول أن هذا المرض ليس عادة ملازما للمريض طيلة العمر كأعراض مرضية ظاهرة والتهابات، وإنما يُمكن أن يدخل مع الوقت والعلاج في حالة سكون تام كأنه غير موجود ووقتها قد يقرر الطبيب وقف العلاج نهائيًا، ولكن حتى في هذه الحالة لازال المريض يحتاج للمتابعة الطبية المنتظمة بالكشف والتحاليل للاطمئنان واستبعاد عودة نشاطه من جديد.