تأثر وبكى الكثير من الليبيين والعرب أثناء إذاعة خبر اختطاف نجل الزعيم معمر القذافي هانيبال، وهو لاجئ سياسي بدمشق، على يد عصابة مسلحة، فقد تم تهريبه من دولة سوريا في ديسمبر 2015 إلى مدينة البقاع اللبنانية، وزاد حزننا عندما أيقنا أنها ربما تكون النهاية لكيان عظيم كان يسمى دولة وسيادة.
حينها لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني من قبل ما تعرف بحكومة الوفاق الوطني ولا من رئيس الوزراء عبدالله الثني، ولم تحرك أجهزة الدولة ولا دبلوماسيتها رقما لمخاطبة الحكومة اللبنانية، فقط اكتفوا بالصمت والتجاهل للقضية.. الكابتن هانيبال وفي لقاء صحفي له على قناة روسيا وبعد سنوات من سجنه يخرج عن صمته، ليصرح بأنه تعرض للتعذيب الجسدي والعقلي في محاولة لإجباره على الإفصاح عن بعض المعلومات الأمنية التي كانت قد جرت قديما، أي منذ كان هانيبال عمره سنتين، حتى وصل الأمر إلى كسر أنفه من عنف التعذيب، وغيرها من تصريحات تدمي القلب على وطن فقد هيبة رجاله.
نحن اليوم لا نريد أن نستعرض ملابسات عملية الخطف ومدى قانونية سجنه، ولكننا أمام قضية مواطن ليبي مسجون على خلفية قضية، دليل البراءة فيها موثق بتاريخ ميلاده.
في تقديري، من المحزن والمؤسف تواطؤ الحكومة العميلة في كل عمليات الخطف التي تعرض لها الليبيون في الداخل والخارج، ليس هانيبال وحده الذي خطف في الخارج، هناك المئات قبله، فمنذ اندلاع نكبة فبراير وفوز معسكر الشر يتم استجلاب الليبيين من الوطنيين من دول الجوار بعد تخديرهم وإدخالهم في توابيت عبر سيارات إسعاف ليتم الاقتصاص منهم ونفيهم في سجون سرية أو تسليمهم لجهات معادية، وكل من سبق ذكرهم ليسوا بأفضل من المواطن مسعود المريمي الذي انتهى به المطاف في واشنطن، حيث تم خطفة بأدوات محلية وتسليمه للأمريكان دون قيد ولا شرط، وحده الانبطاح مبررهم.
هانيبال اليوم يدخل إضرابا مفتوحا عن الطعام، بعد أن تخلى عنه العالم بأسره، هانيبال الذي كان والده منقذا للرهائن على صعيد دولي فما بالك بعربي مسلم.
شاعت بعض الأخبار عن قرب الإفراج عنه من قبل بعض شبكات الجوسسة الإعلامية وعلى لسان من لهم مصلحة من تأليب بعض الجهات ضد المعتقل.. ليظهر محامي أخيه سيف الإسلام القذافي لينفي الخبر ويؤكد أن الكابتن لا يزال رهن الاعتقال.
نحن في مناشدة إنسانية للحكومة اللبنانية وعلى رأسها السيد نجيب ميقاتي، ونناشد السيد المحترم وزير العدل هنري الخوري، وأحرار وشرفاء حزب الله المناضلين، ونناشد جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية للتدخل السريع لإنقاذ مواطن ليبي تهمته أنه ابن الزعيم معمر القذافي، نحن اليوم نناشد الأشقاء العرب من لديهم نخوة وعروبة ودين أن يساهموا في إنقاذ حياة عزيز قوم معتقل، نحن لسنا ضد القانون اللبناني النزيه، ولكننا لسنا مع المماطلة في الإفراج رغم التبرئة، نحن نثق في شهامة إخوتنا في لبنان، ولكننا واثقون من تخاذل حكومتنا.. وحدهم اللبنانيون بشهامة إنسانية ونخوة عربية أن يرحموا من لا حول له ولا قوة خلف القضبان.