اشتكى مواطنون ليبيون من مختلف فئات المجتمع من الارتفاع غير المسبوق في أسعار أضاحي العيد لهذا العام التي سجلت زيادة تراوحت بين 30 و 40 في المائة مقارنة بالعام الماضي ، رغم الاستقرار النسبي في قيمة صرف العملات الصعبة .
واستطلع مندوبون لوكالة الأنباء الليبية، آراء مواطنين ومواطنات وتجار ماشية التقوهم خلال تجوالهم في أسواق في منطقة طرابلس الكبرى وخارجها.
وقالت خديجة عمر(ربة بيت تبلغ من العمر 60 عاماً تتقاضى مرتبا ضمانيا) إنها غير قادرة على شراء أضحية هذا العام بسبب الارتفاع المشط للأسعار ، مشيرة إلى أن أسعار العام الماضي رغم ارتفاعها إلا أنها لم تبلغ هذا المستوى.
وصرح فرج علي (متقاعد) التقاه مندوب الوكالة في سوق تاجوراء (الضاحية الشرقية للعاصمة) قائلا “لن يكون في استطاعتي شراء أضحية هذا العام فراتبي التقاعدي الذي يبلغ أقل من ألف دينار لا يمكنني من شراء أضحية ، وتساءل باستياء شديد ماذا يفعل المواطن البسيط”؟
وقالت حورية الشايب (أرملة تعول خمسة أطفال) إن سعر الأضحية هذا العام يبلغ ضعفي راتب التقاعد الذي تتقاضاه.
وأردفت زهرة ميلاد (أم لسبعة أطفال وتعمل بدوامين صباحي ومسائي) أنها تخلت عن تلبية معظم الاحتياجات الضرورية لأسرتها ومنزلها لمدة شهرين بغية توفير ثمن شراء الأضحية التي كلفتها ألفي دينار.
ورصدت وكالة الأنباء الليبية من خلال متابعة الأسواق المحلية في طرابلس وضواحيها أن أسعار الأضاحي تراوحت ما بين 1300 و 3000 آلاف دينار في حين تراوح سعر الخراف المستوردة من 800 دينار (الخراف المستورة من رومانيا) إلى 1250 دينار (بالنسبة للخراف المستورة من إسبانيا).
وكانت مصادر من وزارة الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية كشفت في تصريحات صحفية في أبريل الماضي عن مساع لاستيراد 600 ألف رأس من المواشي لتغطية احتياج السوق المحلي لخفض الأسعار، وتوفير أضاح لعيد الأضحى المبارك.
وأفاد وزير الاقتصاد والتجارة محمد الحويج وكالة الأنباء الليبية يوم 9 يونيو الجاري عن توالي وصول السفن المحملة بالأغنام والعجول الحية إلى موانئ بنغازي والخمس وطرابلس والمقدرة بـ 144 ألف رأس من الأغنام والابقار.
وأشار الحويج إلى أن سفنا ستصل تباعا إلى الموانئ الليبية ما سيوفر، حسب قوله، فائضا من الأغنام الحية في السوق الليبية معربا عن اعتقاده بأن وصول هذه الشحنات سيؤدي إلى انخفاض الأسعار أو على الأقل استقرارها في المرحلة القادمة، ومستبعدا أي زيادة في الأسعار مع قرب عيد الأضحى المبارك.
وذكر مربي الأغنام في منطقة غنيمة (شرق طرابلس) محمد علي أن سبب ارتفاع أسعار الأضاحي بهذا الشكل المفرط يعود إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي وصلت إلى 280 دينار للقنطار الواحد، في حين ان الشركة الوطنية للمطاحن والأعلاف أفادت من خلال صفحتها الرسمية في أبريل الماضي عن توفير أعلاف تسمين خاصة بالأغنام للمربين بسعر 160 دينار للقنطار الواحد.
وأفاد ” عادل اشتيوي ” أن السوق تعاني من ارتفاع في الأسعار نظرا لعدم وصول ما يكفي من الأضاحي المستوردة رغم وصول بعض الشحنات من رومانيا وإسبانيا.
وأكد كثير من المواطنون الراغبين في شراء أضاحي أن من يتقاضى مرتبا في حدود 1500 دينار يصعب عليه هذا العام شراء الأضحية.
وقال أحد تجار المواشي في منطقة الخلة (جنوب طرابلس) فرج علي إن أسعار الأضاحي فاقت التوقعات رغم توفر السيولة في المصارف التي شجعت التجار على رفع الأسعار نتيجة رفع سقف السحب.
وأضاف أن الأضاحي المستوردة من الخارج لا تغطي السوق المحلية حاليا رغم توافدها من اسبانيا ورومانيا.
وكشف مواطنون راغبون في اقتناء الأضاحي ممن تحدث لهم مندوب لوكالة الأنباء الليبية أنهم تفاجأوا بالمستوى العالي في الأسعار هذا العام مشيرين الى أن من يتقاضى مرتب 1500 دينار يصعب عليه شراء الأضحية هذا العام.
وعزا بعض تجار المواشي التقاهم مندوب (وال) في سوق تاجوراء ارتفاع الأسعار إلى عدم حصول شركات الاستيراد على اعتمادات من مصرف ليبيا المركزي ما دفعهم إلى اللجوء لشراء النقد الأجنبي من السوق الموازية.
وكانت أسعار اللحوم في ليبيا قد سجلت ارتفاعا كبيرا خلال الستة أشهر الماضية وواصلت ارتفاعها خلال شهر رمضان الماضي لتستقر ما بين 52 إلى 60 دينارا بالنسبة للخروف المحلي والماعز 55 دينارا والبقر من 38 إلى 48 دينارا والقعود من 43 إلى 55 دينارا والجمل من 25 إلى 38 دينارا.
وتقول احصائيات العام الماضي لوزارة الزراعة اطلعت عليها وكالة الأنباء الليبية إن ليبيا تستهلك ما بين مليون ومليون ومائتي ألف رأس من الأغنام بمناسبة عيد الأضحى.
وكشف أحمد علي (مربي أغنام من منطقة الجبل الغربي) أن هناك عدة عوامل أدت الى ارتفاع أسعار الأضاحي منها قلة الأمطار وارتفاع سعر الأعلاف واللقاحات إضافة الى ارتفاع كلفة النقل وتهريب الأغنام إلى دول الجوار بسبب انخفاض سعر صرف الدينار الليبي.
وقال مفتاح الورفلي (تاجر مواشي من مدينة بني وليد) إن السيول التي ضربت عدة مناطق هذا العام منها بني وليد ومنطقة الجبل أدت الى نفوق الكثير من المواشي ما ساهم في ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام.
ولا يزال المواطنون الليبيون يأملون قبل خمسة أيام من حلول عيد الأضحى المبارك لهذا العام أن تنخفض الأسعار بسبب قلة الطلب الناجم عن ارتفاع الأسعار وعزوف الكثير منهم عن قضاء هذا النسك