دعا دبلوماسيون وسياسيون جزائريون إلى اعتماد المقاربة الجزائرية لتسوية النزاع في ليبيا التي تقوم على تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة باعتبارها الطريق الوحيد للخروج من الأزمة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية.
وأكد سفير الجزائر السابق لدى ليبيا صالح بوشة في ندوة نظمها مركز الشعب للدراسات والبحوث بعنوان “مستقبل الأزمة الليبية: ليبيا إلى أين؟” أنه لا يمكن التحدث عن تسوية النزاع في ليبيا دون الجزائر، مضيفا أن الحل لا بد أن يكون مرفوقا بمقاربة تجمع بين المبادئ الأساسية التي تضمنتها المقاربة الجزائرية وفق قوله.
ولفت الدبلوماسي إلى أهمية الحل الإقليمي لتسوية الأزمة الليبية، ودعا دول الجوار إلى لعب دور فاعل وأن تكون الشريك الأساسي لليبيا للخروج من هذه الأزمة بالنظر إلى التحديات الأمنية والجيوسياسية، وقال إن الأزمة مستمرة ومازالت تصطدم بالمسار الدولي، وتأجيل الانتخابات خير دليل على ذلك حسب تعبيره.
وقالت أستاذة التعليم العالي بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية الجزائرية “تسعديت مسيح الدين” إن الوضع المعقد للنزاع الليبي يستدعي التوجه نحو مصالحة وطنية شاملة من خلال الاتفاق حول شخصيات سياسية دون إقصاء مع إيجاد تمثيل للأطراف غير المرغوب فيها وهذا لن يتحقق إلا بدعم إقليمي وضغط دولي.
وشددت “مسيح الدين” على أهمية تصدير التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية التي أثبتت نجاعتها في إعادة اللحمة بين الشعب الجزائري، مذكرة بالمقاربة الجزائرية لتسوية الأزمة الليبية القائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وصيانة الوحدة الترابية لليبيا.
وتطرق الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي “سعيد مقدم” إلى القضايا المؤسسية والآلية القانونية لتسوية الأزمة الليبية التي وصفها بالمركبة، مبرزا أن من أهم القضايا المطروحة اليوم هي وضع آلية قانونية لتنظيم الانتخابات العامة فلا يمكن تنظيم هذه الاستحقاقات دون وضع إطار دستوري لها.
وأكد الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي أن عدم توافق القوى الدولية على شكل لبناء الدولة الليبية من شأنه أن يطيل الأزمة، منتقدا في السياق غياب آلية للتنفيذ بين دول الجوار التي بالرغم من وجود بعض المحاولات للتسوية غير أنها تبقى محتشمة وفق تعبيره.