وفي الولايات المتحدة، توّقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) أن تبلغ موجة الحر واسعة النطاق وشديدة الوطأة ذروتها في الولايات الجنوبية والغربية، وتأثر أكثر من 80 مليون شخص بتحذيرات الحرّ الشديد أو التحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة، وسجّلت منطقة وادي الموت بولاية كاليفورنيا الأميركية، وهي واحدة من أكثر المناطق سخونة في العالم، درجة حرارة شبه قياسية وصلت إلى 52 مئوية بعد ظهر أول من أمس.
وتكافح فرق الإطفاء في ولاية كاليفورنيا لإخماد حرائق غابات عدة بما فيها حريق في مقاطعة ريفرسايد اجتاح أكثر من 3000 هكتار وأدى إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.
وفي أوروبا، تواصلت موجة الحر الشديدة في بلدان عدة، ففي إيطاليا نبّهت السلطات السكان إلى ضرورة الاستعداد إلى واحدة من أشدّ موجات الحرّ على الإطلاق، مع توقعات بأن تسجل روما، اليوم، ما يتراوح بين 42 و43 مئوية، لتحطم درجة الحرارة القياسية التي سُجّلت في أغسطس 2007 وبلغت 40.5 مئوية.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن أوروبا قد تسجّل هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة فيها على الإطلاق، وتحديداً في جزيرتَي صقلية وسردينيا الإيطاليتَين حيث من المتوقّع أن تصل الحرارة إلى 48 درجة مئوية.
وكثف مسؤولو الصحة الإيطاليون تحذيراتهم من درجات الحرارة المرتفعة، وأصدرت وزارة الصحة 10 توصيات لحماية كبار السن والمرضى، وحثت الناس على البقاء في منازلهم خلال الساعات الحارة، وشرب ما لا يقل عن 1.5 لتر من الماء يومياً والامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة في أوقات الذروة في ضوء النهار.
وضرب انقطاع التيار الكهربائي أجزاء من روما حيث عانت شبكات الكهرباء من الطلب المتزايد من مكيفات الهواء في غضون ذلك.
وفي إسبانيا، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن البلد سيسجّل درجات حرارة عالية بمستويات غير طبيعية بالنسبة لهذا الموسم، مشيرة إلى أنها قد تتجاوز 44 درجة مئوية في مدينة قرطبة في الأندلس في الجنوب، واستمر حريق غابات اندلع في جزيرة لا بالما، والذي تسبب حتى الأمس في دمار حوالي 4600 هكتار من أراضي التلال الخشبية وحوالي 20 منزلاً ومبنى، وقالت وكالة الأرصاد الجوية إن موجة الحر هذا الأسبوع ستؤثر على جزء كبير من البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وفي اليونان، اندلع حريق غابات أججته رياح شديدة، أمس، في كوفاراس على بعد 50 كيلومتراً شرق أثينا، وفق ما أفاد جهاز الإطفاء اليوناني، فيما أمرت السلطات بإخلاء العديد من المنتجعات في تدبير وقائي.
وقال المتحدث باسم جهاز الإطفاء، يانيس أرتوبيوس: «إنه حريق صعب، الرياح قوية جداً وتراوح سرعتها بين 50 و60 كيلومتراً في الساعة». وتشهد اليونان منذ الخميس الماضي موجة حر شديد مع حرارة وصلت إلى 44 درجة مئوية في وسط البلاد.
وفي كندا، توفي رجل إطفاء ثانِ خلال مكافحة أحد الحرائق الضخمة في منطقة فورت ليارد، بعد يومين على مصرع إطفائية، وتواجه الأقاليم الشمالية الغربية موجة جفاف شديدة هذا العام، وفي الأيام الأخيرة تجاوزت درجات الحرارة الأرقام القياسية في بعض الأماكن، وهناك 89 حريقاً نشطاً 12 منها خارجة عن السيطرة.
وترتفع درجة الحرارة في كندا بطريقة أسرع من بقية العالم بسبب موقعها الجغرافي، وواجهت البلاد في السنوات الأخيرة ظواهر مناخية قاسية ازدادت حدّتها وتواترها بسبب تغيّر المناخ.
أما في آسيا، فأعلنت خدمات الأرصاد الجوية الصينية، أمس، تسجيل 52.2 درجة مئوية في شمال غرب البلاد، وهي درجة حرارة قياسية لمنتصف يوليو، وكان المستوى القياسي السابق سجل في مدينة توربان في يوليو 2017، عندما بلغت الحرارة 50.6 درجات مئوية.
وكافح عناصر الإنقاذ في كوريا الجنوبية، للوصول إلى أشخاص محاصرين في نفق غمرته المياه بعد هطول أمطار غزيرة في الأيام الأخيرة تسببت بفيضانات وانزلاقات تربة، وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 39 قتيلاً، فضلاً عن فقدان عدد من الأشخاص.
وسجلت بعض المناطق اليابانية أعلى درجات حرارة منذ أربعة عقود، أول من أمس، بما في ذلك بلدة هيرونو في محافظة فوكوشيما حيث بلغت 37.7 درجة مئوية، وتوقعت هيئة الأرصاد تجاوز درجة الحرارة القياسية البالغة 41 درجة مئوية والتي سُجّلت في مدينة كوماغايا في عام 2018.