قال تقرير أميركي إن ارتفاع إنتاج حقول سرت إلى أعلى مستوياته اليومية منذ عام 2021 يدعم الجهود المبذولة لرفع معدلات الإنتاج ودعم إيرادات ليبيا من العملة الصعبة.
وسجل إنتاج ليبيا النفطي زيادة إلى مليون و240 ألف برميل يومياً وهو أعلى مستوى خلال 15 شهراً وبالتحديد منذ بدأت المؤسسة الوطنية للنفط نشر بيانات الإنتاج على أساس غير منتظم في أغسطس 2022، وفق ما نقلت منصة الطاقة الأميركية في تقرير لها اليوم الخميس.
جاء الإنتاج الذي سجلته ليبيا في 19 نوفمبر الجاري على خلفية عام مستقر نسبياً من حيث إنتاج النفط الخام؛ مما وضع عضو «أوبك» في طريقه لتحقيق أعلى مستوى منذ 11 عاماً عند 1.17 مليون برميل يومياً لعام 2023.
وبلغ إنتاج ليبيا من النفط نحو 1.17 مليون برميل يومياً في أكتوبر، وفق تقديرات وحدة أبحاث الطاقة «آرغوس» و1.19 مليون برميل يومياً وفقاً لتقريرها الرسمي لـ«أوبك».
اتجاه تصاعدي في إنتاج ليبيا النفطي
كما يشير التقرير الأميركي إلى الاتجاه التصاعدي في إنتاج ليبيا النفطي، في الوقت الذي تحاول فيه الدولة المعرضة للصراع زيادة طاقتها الإنتاجية بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 1.3 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام.
ونقلت المنصة بياناً للمؤسسة الوطنية للنفط بوصول شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز معدلات إنتاج إلى 93.5 ألف برميل يومياً.
ويتبع شركة سرت التي يقع مقرها الرئيسي بمرسى البريقة على بعد 800 كيلومتر شرق مدينة طرابلس نحو 14 حقلاً هي (زلطن، الراقوبة، اللهيب، الجبل، الرالح، الرشاد، الوادي، الاستقلال، الحطيبة، الساحل، الإرادة، المقيل، الصرة، وشمال الرشاد). وأشارت الشركة إلى أن تحقيق الإنجازات والوصول إلى هذه المعدلات يأتي نتاج الجهود المضنية للعاملين بالشركة في مختلف المواقع، مقدمة الشكر للعمال المرابطين في الصحراء الذين يواصلون ليلهم بنهارهم بعيداً عن أهلهم وذويهم.
وعملت الشركة الليبية لإنتاج النفط منذ مطلع العام الجاري على تجديد عقود الحفارات العاملة في حقول سرت وإبرام تعاقدات جديدة مع الحفارات العاملة بالقطاع.
وبلغ عدد الحفارات العاملة في حقول سرت في يناير 2023 نحو 15 حفارة يجرى تحريكها في مختلف الحقول حسب الخطة المعدة والمعتمدة بالخصوص بعد تجديد عقود وإبرام عقود جديدة أخرى مع بعض حفارات الحفر وصيانة الآبار.
– للاطلاع على العدد 418 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا
وجاءت تلك الخطوات في إطار سعي شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز لرفع قدرتها الإنتاجية والمحافظة على معدلات الإنتاج من خلال تنفيذ برامج الحفر التطويري والاستكشافي وصيانة الآبار المعتمدة لسنة 2022 والمقترحة لسنة 2023 والتي تستهدف زيادة القدرة الإنتاجية للشركة بمعدل 16 ألف برميل يومياً.
وتعمل المؤسسة الوطنية للنفط بشكل مطرد على تأهيل الآبار المغلقة، وبدأت تشغيل حقل نفط جديد تماماً في وقت سابق من العام الجاري. وحسب التقرير تعد ليبيا معفاة من حصص الإنتاج في «أوبك+» إلا أن زيادة إنتاجها يضع ضغوطاً على التحالف الذي يهدف إلى تقييد الإمدادات من أجل استقرار الأسواق بما يحقق مصالح المنتجين والمستهلكين.
وتطالب ليبيا باستمرار إعفائها من حصص «أوبك+» حتى تتمكن من استعادة الإنتاج إلى مستويات أقرب إلى مستويات ما قبل عام 2011 البالغة نحو 1.6 مليون برميل يومياً. وأنتجت ليبيا 1.56 مليون برميل يومياً في عام 2010 قبل أن ينهار إلى 450 ألف برميل يومياً في عام 2011، وفقاً لبيانات «آرغوس». وكان وزير النفط بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة محمد عون أكد في تصريحات سابقة أن ليبيا لا يزال أمامها مجال لزيادة الإنتاج وأنها بحاجة إلى تحقيق ذلك لتعويض عائدات النفط المفقودة خلال السنوات القليلة الماضية.
خطة زيادة الإنتاج تشمل 45 مشروعاً للنفط والغاز
وتهدف المؤسسة الوطنية للنفط إلى تعزيز طاقتها الإنتاجية إلى مليوني برميل يومياً في غضون 3 إلى 5 سنوات من خلال خطة إنفاق بقيمة 16.9 مليار دولار.
وتتضمن الخطة 45 مشروعاً للنفط والغاز في الحقول الخضراء والبنية إلى جانب برامج صيانة ضخمة عبر المنبع والوسط، كما تخطط أيضاً لعقد جولة التراخيص الدولية الأولى منذ عام 2007 في العام المقبل، وفقاً لرئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة.