بعدما اشتدت الاشتباكات بين مجموعات مسلحة في مدينة الزاوية القابعة شمال غرب ليبيا، مخلفة قتلى وجرحى، دعا رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان أسامة حماد اليوم الأحد، الجميع إلى الوقف الفوري لإطلاق النار واللجوء لأجهزة الدولة الرسمية.
وأكد عبر منصة “إكس”، أنه يتابع بقلق ما يجري حاليا من اشتباكات مسلحة بمدينة الزاوية، والتي استعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وخلفت عددا من القتلى والجرحى”.
كما دعا حماد كل الجماعات المسلحة لوقف فوري لإطلاق النار واللجوء لأجهزة الدولة الرسمية.
أتى ذلك بعد أن أدت الاشتباكات التي اندلعت بسبب إصابة شخصين من منطقة الحرشة بالمدينة، بين مجموعات مسلحة لم تحدد هويتها، وفقا للتلفزيون الليبي.
ونقل عن جهاز الإسعاف والطوارئ تحذيره لمرتادي الطريق الساحلي عند الزاوية لتوخي الحيطة والحذر بسبب الاشتباكات الجارية هناك.
كما دعا الناطق باسم الإسعاف والطوارئ أسامة علي وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية إلى التدخل لوقف الاشتباكات في الزاوية ونصح الراغبين في استخدام الطريق الساحلي بأن يسلكوا طرقا فرعية.
تصعيد مسلح دون حل
ودائما ما تشهد مدينة الزاوية التي تعجّ بالمجموعات المسلحة، اشتباكات متكررّة، حيث شهدت الشهر الماضي، مواجهات مماثلة بين ميليشيات “أبوراس” وميليشيات “القصب”، وهما من أكبر الميليشيات المسيطرة على المدينة والمتمركزة داخلها.
فيما يقدّم هذا التوتر العسكري دليلا حيا على وجود علامات للتصعيد المسلح في أي وقت ممكن بين الفصائل المتنافسة، في ظل استمرار حالة الجمود السياسي وتعثر الوصول إلى حل ينهي أزمة وانقسام البلاد.
كما تعكس غياب القدرة على السيطرة على مختلف الأجهزة الأمنية والمجموعات المسلّحة غرب البلاد.
ومن شأن هذه الفوضى الأمنية، أن تقوّض الجهود الجارية لتهيئة بيئة أمنية مواتية لإجراء الانتخابات، كما تؤكدّ الحاجة الملحة لتركيز مؤسسات عسكرية وأمنية موحدة في البلاد.
إلى ذلك، لم يتوصل قادة ليبيا حتى الآن إلى تفاهمات تؤدي إلى إجراء الانتخابات وتركيز سلطة شرعية، بسبب خلافات حول خارطة الطريق المؤدية للحل، وأساس القواعد الدستورية التي تنظم العملية الانتخابية وشروط الترشح للرئاسة، وذلك بسبب الانقسام الحكومي والإداري والصراع المستمر على السلطة والثروة.