بقلم: اشتيوي الجدي، دبلوماسي ليبي سابق
عشرة أشهر من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، عشرة أشهر وقوات الكيان الإسرائيلي الصهيوني تحتل قطاع غزّة وتُمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيرا .. أكثر من مئة وخمسين ألف من الشعب الفلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، سقطوا شهداء وجرحى، وأكثر من تسعين بالمائة من المساكن والمنشآت الصحية والتعليمية والخدمية في قطاع غزّة دُمرت، كل ذلك بغطاء ودعم عسكري وسياسي ومالي واعلامي أمريكي يتحدى الشرعية وينتهك الأعراف والقرارات الدولية، ويتنافى مع وجدان الضمير الإنساني وقيمه الأخلاقية.
هذا وإمعانًا في الغطرسة الصهيونية، وسّعت قوات الكيان الإسرائيلي من نطاق عدوانها ليطال لبنان وسوريا واليمن.
ويأتي العدوان الإسرائيلي في اليومين الماضيين على اليمن استكمال للعدوان الأمريكي البريطاني.. حيث تعرض ميناء مدينة الحديدة غرب اليمن يوم السبت الموافق 20 يوليو الجاري، لعدوان إسرائيلي غادر استهدف منشآت مدنية ومستودعات للنفط. وتعقيباً على هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم أصدر وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، بيان تهديدي، جاء فيه إن “دماء المواطنين الإسرائيليين لها ثمن “، معتبراً أن “هذا الأمر تم إثباته بوضوح في لبنان وغزّة واليمن وأماكن اخرى. إذا تجرأوا على مهاجمتنا فالنتيجة ستكون هي نفسها”.
المفارقة هنا أنه في خضم كل هذا، وفي حين بدأ الضمير الإنساني الشعبي يصحو على النكبة الفلسطينية، حتى في عقر دار حُكّام امريكا والغرب، شركاء عصابة الكيان الصهيوني الإسرائيلي في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.. لا تزال وسائل اعلام بعض الأنظمة العربية الحاكمة تلقي باللوم على المقاومة الفلسطينية وداعميها.
وهنا نُذكِّر الأمة العربية أن الصراع العربي الصهيوني لا ينحصر بقضية فلسطين وحدها وانما يمتد لمواجهة الأطماع الإستعمارية للحركة الصهيونية بإقامة ما يسمى دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وأن التفريط بفلسطين سيُشكّل نقطة الانطلاق نحو الحلم الصهيوني المزعوم.
ولذلك فإن تساهل بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي، وتراجع وحدة الصف العربي وعدم مبالاة الجماهير الشعبية، أوضاع يترتب عليها استمرار الصلف من قبل هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب خاصة في ظل إدارة أمريكية صهيونية داعمة لهذا الكيان الإسرائيلي الصهيوني بكل قوة.
رحم الله أياماً كان غضب ولاة أمر المسلمين جيوشاً لا يُرى آخرها!.