طرابلس – متابعات – مصر ليبيا
قتل تسعة أشخاص وأصيب 16 آخرون بجروح في اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة في ضاحية تاجوراء شرق العاصمة طرابلس، وذلك بين ميليشيا “رحبة الدروع” بقيادة المدعو بشير خلف الله الملقب بـ”بشير البقرة” وميليشيا “صبرية” المدعومة من مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، وذلك بسبب النفوذ والصراع على الاعتمادات المالية.
وأكد مصدر ليبي لـ”اليوم السابع” أن الاشتباكات اندلعت يوم أمس بعد تردد أنباء عن نجاة قائد ميليشيا “رحبة الدروع” بشير خلف الله من محاولة اغتيال ونقله إلى إحدى المستشفيات، مشيرا إلى أن العناصر المسلحة التابع له اشتبكت مع ميليشيا “صبرية” وسيطرة على المعسكر الأمني التابع لها بشكل كامل.
وأوضح المصدر أن الاشتباكات المسلحة المستمرة في طرابلس دفعت بعض التشكيلات المسلحة للانخراط في هذه المواجهات حيث انضمت مليشيا “قوة الردع” إلى جانب ميليشيا رحبة الدروع، في المقابل توجهت تشكيلات مسلحة تتبع القوة المشتركة مصراتة إلى العاصمة طرابلس لدعم ميليشيا الصبرية في الاشتباكات.
وأشار المصدر إلى أن المواجهات بين الميليشيات المسلحة في غرب تتسع وتنتقل من وسط وشرق طرابلس إلى مناطق آخري نتيجة الخلافات والصراعات بين الميليشيات على النفوذ السياسي والعسكري، موضحا أن الوضع الراهن في طرابلس شديد الخطورة مع اعلان كافة الميليشيات المسلحة الاستنفار الكامل في المنطقة الغربية.
وتشهد ليبيا حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي في ظل إدارة الأمم المتحدة للصراع في الدولة الجارة التي تعاني من انتشار ونفوذ للميليشيات المسلحة في المنطقة الغربية، وتعمل هذه الميليشيات لمصلحتها الخاصة بالسيطرة والهيمنة على مفاصل الدولة الليبية مع صمت المجتمع الدولي عن تواجد قوات أجنبية ومرتزقة ومقاتلين أجانب يهددون أمن وسيادة واستقرار ليبيا.
بدوره، أوضح جهاز الإسعاف والطوارئ في طرابلس الدكتور أسامة علي أن “حصيلة القتلى في الاشتباكات بلغت تسع ضحايا”.
وتقع منطقة تاجوراء الساحلية على بعد نحو 25 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس.
فيما نشر نشطاء ليبيون صورا ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر دوي انفجارات وتصاعد الدخان من مواقع متفرقة في ضاحية تاجوراء.
ولم تصدر حكومة الوحدة الليبية المنتهية ولايتا أي توضيحات حول الاشتباكات المسلحة علماً أن التشكيلات المسلحان يتبعان لها.
وتزامنت الاشتباكات المسلحة مع تحركات عسكرية شهدها الجنوب الغربي لليبيا، قامت بها رئاسة أركان القوات البرية التابعة للجيش الوطني الليبي، وذلك لتأمين الحدود الجنوبية لدول جوار جنوب ليبيا، وأكد المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري لـ”اليوم السابع” التزام القوات المسلحة باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف 2020 وعدم وجود نية لتهديد أي مدينة ليبية أو أي مكون اجتماعي في المنطقة الغربية.
وأكد “المسماري” أن القوات المسلحة الليبية تعمل على بسط الأمن والاستقرار بالتحرك لتأمين الحدود الجنوبية الغربية مع وجود اضطرابات في بعض دول جوار ليبيا لا سيما تشاد والنيجر، مشيرا إلى أن الجيش الليبي يؤمن حدوده الجنوبية مع وجود عناصر متطرفة في الحدود الجنوبية مع ليبيا وهو ما دفع القوات المسلحة لتأمين البلاد من أي تهديد إرهابي خارجي.
ووقع العسكريون الليبيون اتفاقا لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة في جنيف عام 2020 بعد اشتباكات مسلحة بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر مع التشكيلات المسلحة المنتشرة في المنطقة الغربية لا سيما العاصمة طرابلس، وهي الاشتباكات التي استمرت لأكثر من عام ونصف.
إلى ذلك، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي: آن الأوان لتحقيق أهداف المسار الأمني العسكري عبر لجنة وطنية موحدة للدفاع، لضمان السيادة، وذلك في وقت تجرى فيه تحشيدات عسكرية في الجنوب الغربي من كافة القوات العسكرية الليبية.
وأكد “المنفي” في تدوينة على منصة “إكس” أن اللجنة ستكون معنية بتحديد إطار زمني تفاوضي واقعي يُنهي الوجود الأجنبي، وتعنى بصون الحدود والسواحل والمنشآت الاستراتيجية، مضيفا: عازمون على اتخاذ تدابير تضمن الاستقرار وتخفف الاحتقان والاستقطاب، بما يشمل إدارة مشتركة للإنفاق العام وعوائد النفط بشكل شفاف، لمعالجة الاختناقات، والتخفيف من معاناة الشعب الليبي.
وشدد رئيس المجلس الرئاسي الليبي على ضرورة الاحتكام إلى الشعب كمصدر للسلطات عبر الانتخابات والاستفتاءات أو الاستطلاعات، وذلك هو السبيل إلى الحكم الرشيد، وتجديد شرعية المؤسسات من عدمه.
وتعمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برئاسة الأمريكية ستيفاني خوري على إعادة الثقة بين المكونات السياسية الليبية وتعزيز المسار العسكري خلال الفترة الماضية، لكن الآلية التي تتبعها البعثة في التحرك داخل ليبيا يؤكد أنها ماضية في اتباع استراتيجية الصراع وليس حله، مما يهدد بأمن واستقرار المنطقة التي عانت لسنوات طويلة من انتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة.