في ظل هذه الظروف الصعبة، سارعت الحكومة الليبية لاتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع الوضع. عقد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس لجنة الطوارئ والاستجابة السريعة، سالم الزادمة، مؤتمراً صحفياً أكد فيه على الجهود المبذولة للتخفيف من آثار الكارثة. وأشاد بالدور الذي لعبته القيادة العامة للقوات المسلحة، مشيراً إلى الجسر الجوي الذي تم تسييره لإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة.
كانت القوات المسلحة العربية الليبية، بقيادة المشير خليفة حفتر، عنصراً حاسماً في جهود الإنقاذ. شارك العقيد أحمد العكرمي، آمر عمليات لواء طارق بن زياد، في المؤتمر الصحفي ممثلاً عن القوات المسلحة، حيث أشار إلى الدور الكبير الذي قامت به في إنقاذ الأرواح وتأمين المناطق المتضررة.
مع التوقعات بتكرار موجات السيول في الأشهر المقبلة، تبحث الحكومة الليبية في سبل منع تكرار هذه الكوارث. واحدة من أبرز المقترحات التي تم مناقشتها هي إنشاء سدود على الوديان التي تصب في المناطق المتضررة. هذه السدود من شأنها حماية المناطق السكنية وتقليل حجم الخسائر في حال تكرار السيول.
من ضمن الإجراءات التي تم اتخاذها، تشكيل لجان لحصر العائلات المتضررة والمنازل المدمرة، وذلك بهدف تقديم تعويضات مالية وجبر الضرر. الحكومة الليبية لم تقدم بعد تقديرات محددة للميزانية المخصصة لهذه العملية، لكنها أكدت على أنها ستكون من أولوياتها في الفترة القادمة.
في ختام المؤتمر الصحفي، وجه نائب رئيس الحكومة سالم الزادمة الشكر إلى جميع الجهات التي قدمت الدعم والمساندة. وشدد على أهمية التضامن الوطني في مواجهة مثل هذه الكوارث، مشيراً إلى أن الحكومة الليبية ستواصل دعمها للمتضررين وستعمل على تقديم كل ما يلزم لإعادة إعمار المناطق المتضررة.
الفيضانات الأخيرة في الجنوب الغربي كانت تذكيراً بضرورة الاستعداد لمثل هذه الكوارث الطبيعية. الحكومة الليبية، بالتعاون مع القوات المسلحة والجهات المعنية، تعمل جاهدة لضمان سلامة المواطنين وتقديم الدعم اللازم لهم. لكن السؤال الذي يظل قائماً هو: هل ستكون هذه الإجراءات كافية لتجنب تكرار الكارثة في المستقبل؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.