بنغازي –محمود بدر
سلط تقرير تحليلي نشرته مجلة (ميدل إيست مونيتور) البريطانية الضوء على مسألة استخدام ورقة النفط في ليبيا للضغط داخليًا وخارجيًا في إطار اللعبة السياسية.
التقرير الذي تابعته وترجمت أبرز ما ورد فيه من مضامين صحيفة المرصد الليبية ، أشار إلى أن استخدام هذه الورقة للضغط سياسيًا في السابق كان يهدف الابتزاز للحصول على أموال أو بعض المكاسب السياسية؛ إذ لم تكن المطالب بالعدالة التوزيعية أو منع فصيل سياسي من الاستفادة من الإيرادات سوى شعارات للاستهلاك حسب تعبير الصحيفة.
وأضاف التقرير أن الاستخدام هذه المرة مختلف لتزامنه مع الاضطرابات في السوق النفطية العالمية على خلفية الصراع الروسي الأوكراني، وهو ما حمل دولًا غربية عدة على مطالبة ليبيا في أكثر من بيان صادر عنها بتحييد قطاع النفط وعدم استخدامه ورقته في الصراع السياسي.
وتابع التقرير: إن الوجه الآخر للاختلاف حاليًا يتمثل في تبني شعار عدالة توزيع الإيرادات النفطية في العلن في وقت تهدف فيه الإغلاقات النفطية تمكين رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاآغا من ممارسة مهامه رسميًا، بعد تشبث رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة بالسلطة.
وشدد التقرير على عدم وجود أي من مفاتيح التحكم بمقادير الأمور في البلاد بيد باشاآغا؛ إذ تملكها في الواقع القيادة العامة للقوات المسلحة مستدركًا بالإشارة إلى إمكانية ممارسة موسكو هي الأخرى دورًا في تشجيع هذه الإغلاقات للضغط على الغرب الباحث عن بدائل نفطية جديدة بخلاف ما هو قادم من روسيا.
وتطرق التقرير إلى ضبابية المشهد السياسي في ليبيا في ظل غياب المؤشرات بشأن أية تحركات سياسية في الأفق، في وقت ربما سيتم فيه إحراز بعض التقدم في طريق إنهاء الصراع من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، فيما لا زال هناك الخلاف المستمر بين الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي.
وأضاف التقرير: إن مردّ هذا الخلاف هو منع ترشيح مبعوث أممي جديد خلفًا للمبعوث المستقيل يان كوبيتش في وقت تم تمديد فيه مهمة الأمم المتحدة لمدة 3 أشهر فقط، وهو وقت لا يكفي لوضع أي أسس لتحقيق توافق جديد تحت رعاية المنظمة الأممية.
واختتم التقرير بتوقع عدم استبعاد احتمال تجدد الصراع المسلح في المناطق التي تحتوي حقولًا ومرافئ ومنشآت نفطية في ليبيا، مشيرًا إلى أن الاحتمال الآخر المتمثل بعدم حدوث هذا الأمر يعني أن الأزمة تتجه نحو تجميد الوضع حتى تتضح الصورة في نتيجة الصراع الروسي الأوكراني.