أعلنت مصادر حكومية كورية جنوبية، أمس، أن القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية «يو.إس.إف.كيه» ستنشئ وحدة قوة فضائية، في ضوء تهديدات الصواريخ الباليستية عابرة القارات الكورية الشمالية، ولتحقيق الردع المتكامل، فيما عرض الرئيس الصيني، شي جين بينغ، على الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، التعاون من أجل السلام في العالم، بينما تستعد الحكومة اليابانية لمراجعة استراتيجية الأمن القومي الشهر المقبل.
وأضافت المصادر أن وزارة الدفاع الأميركية تعتزم تشكيل قيادة تابعة لقوة الفضاء الأميركية، داخل القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية «يو.إس.إف.كيه»، بحلول نهاية العام الجاري، طبقاً لما ذكرته شبكة «كيه.بي.إس.وورلد» الإذاعية الكورية الجنوبية.
وفي استراتيجيته الأخيرة حول الأمن القومي التي أعلن عنها أخيراً، ذكر الجيش الأميركي أنه يضغط من أجل إنشاء قيادات فضائية في قياداته القتالية، بالإضافة إلى تحقيق الردع المتكامل في جميع المجالات.
وتسيطر قوة الفضاء الأميركية، التي تم تأسيسها في عام 2019، على أصول فضائية، مثل الأقمار الاصطناعية ومهام مراقبة ورصد أخرى، بما في ذلك تلك المتعلقة بالدفاع الصاروخي.
إلى ذلك، عرض الرئيس الصيني، شي جين بينغ، على الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، في رسالة، التعاون من أجل «تسريع السلام» في العالم، كما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
وتأتي هذه الخطوة بينما بلغ التوتر ذروته في شبه الجزيرة الكورية، بعد سلسلة قياسية من التجارب الصاروخية التي أجرتها بيونغ يانغ، بينما عززت سيؤول وواشنطن وطوكيو التعاون العسكري بينها.
وأطلقت بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات في 18 نوفمبر الجاري. وهدد كيم جونغ أون الولايات المتحدة بردّ نووي إذا تعرضت بلاده لهجوم.
وقال شي رداً على رسالة من كيم الذي هنأه على إعادة تعيينه على رأس الحزب الشيوعي الصيني والدولة الصينية: «العالم والعصر والتاريخ تشهد تغيرات بشكل غير مسبوق، وفي مواجهة هذا الوضع الجديد أنا مستعد للمساهمة معكم بشكل إيجابي في تسريع إحلال السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة وبقية العالم».
والصين هي أهم حليف وشريك تجاري لكوريا الشمالية التي تخضع لعقوبات صارمة من الأمم المتحدة بسبب برنامجيها النووي والصاروخي.
وبعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الإثنين الماضي، رفضت الصين وروسيا الانضمام إلى الدول الـ13 الأخرى الأعضاء في المجلس، بينها الولايات المتحدة والهند وفرنسا وبريطانيا، التي دانت إطلاق بيونغ يانغ صواريخ باليستية عابرة للقارات في 18 نوفمبر.
وفي مايو الماضي استخدمت بكين وموسكو حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته واشنطن لتعزيز العقوبات ضد كوريا الشمالية.
وخلال مقابلة الأسبوع الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من نظيره الصيني شي جين بينغ أن يبلغ كوريا الشمالية بضرورة عدم إجراء تجربة نووية جديدة.
وقال مسؤول أميركي بعد ذلك: «دبلوماسيتنا ستسعى بالتأكيد إلى دفع الصين إلى الانضمام إلى الدول التي تدين ذلك علناً، واستخدام نفوذها لإقناع كوريا الشمالية بعدم إجراء التجربة».
وفي اليابان، تستعد حكومة فوميو كيشيدا لمراجعة استراتيجية الأمن القومي الشهر المقبل، وذكر مسؤولون دفاعيون أن النظام الدفاعي الحالي لليابان غير كافٍ لمواجهة هجوم بصاروخ باليستي، خصوصاً إذا أطلقت صواريخ عدة بشكل متزامن.
وتعتزم اليابان إعادة تصميم صواريخها الموجهة «أرض-جو» الحالية، حتى تتمكن من اعتراض الصواريخ الفرط صوتية، التي يُعتقد أنها قيد التطوير من قبل دول مثل الصين وروسيا، ويأتي ذلك أيضاً على ضوء تجارب إطلاق الصواريخ من جانب كوريا الشمالية، والتي يسقط بعضها في بحر اليابان.