محمد فتحي الشريف يكتب.. مرتزقة أردوغان ولجنة (5+5)

محمد فتحي الشريف يكتب.. مرتزقة أردوغان ولجنة (5+5)

مرة أخرى عادت لجنة (5+5) العسكرية الليبية إلى القاهرة لمحاولة إيجاد خطة توافقية قابلة للتنفيذ لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وشهد الاجتماع حضور المبعوث الأممي للدعم في ليبيا "يان كوبتش" وممثلين لدولة النيجر وتشاد والسودان بالإضافة إلى مصر الدولة المضيفة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي. 
وعلى الرغم من فشل أغلب المعالجات السابقة لهذا الملف المعقد، إلا أن اجتماع القاهرة قد يكون نقطة البداية لإنجازه بشكل حتى ولو جزئي، لأن كل التوافقات التي حدثت في هذا الملف عرقلتها تركيا بشكل صريح ومعلن. 
فأنقرة مصرة بشكل قاطع على بقاء قواتها لتنفيذ مخططها المستقبلي، وكما قلنا سابقا إن أردوغان وجد ضالته في ليبيا لمعالجة الملف الاقتصادي المتردي في بلاده من خلال الاعتماد على ثروات ليبيا بشكل كامل من الناحية الاقتصادية. 
ويبقى الشق السياسي الداخلي ومواجهة المعارضة في تركيا وتمكين جماعة الإخوان المسلمين من سدة الحكم مرة أخرى وخاصة أن الانتخابات التركية على الأبواب والجماعة تحتاج إلى مساندة شعبية من خلال تسجيل موقف إصرارها على سياسة أردوغان الاستعمارية تجاه استقرار وحل الأزمة الليبية، بهدف تعمية الجماهير وتصدر مشهد أنهم فاعلون وهذا نهج إخواني معروف. 
في المقابل نجد دور المجتمع الدولي تجاه معاقبة تركيا على تدخلها السلبي في ليبيا "محل شك"، لأن التدخل التركي واضح ومعلن للجميع، حتى أنهم عقدوا اتفاقات عسكرية مع ليبيا وهي لديها قرار بحظر التسليح من مجلس الأمن. 
كما أن البرلمان الجهة الشرعية لتصديق الاتفاقات رفض وأبطل اتفاق "السراج وأردوغان" ومع ذلك نفذت تركيا الاتفاق بكل جوانبه وضربت بالقرار الدولي عرض الحائط وأغرقت الغرب الليبي بالسلاح والمرتزقة واستعمرت القواعد العسكرية والمواني في طرابلس ومصراتة والوطية.
 وقادت عمليات عسكرية ضد الجيش الوطني الليبي، وقتل طيران تركيا المسير المدنيين وشردت آلاف الأسر الليبية، ومع ذلك لم يتحرك المجتمع الدولي ولا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا أي منظمة دولية أخرى. 
إن العربدة التركية في ليبيا وبعض بلادنا العربية عرض مستمر ولن يتوقف إلا من خلال قرار عربي أو أفريقي قوي ضد أردوغان وجماعته، وأعتقد أن هذا الأمر أيضا أصبح صعب المنال في هذا التوقيت. 
اللجنة العسكرية (5+5) وجدت تجاوبا قويا من دول الجنوب النيجر وتشاد والسودان، في حين أن خارطة إخراج مرتزقة أردوغان وقواته أصبحت العائق الحقيقي أمام استقرار ليبيا والذهاب إلى الانتخابات في التاريخ المحدد سلفا وهو 24 ديسمبر المقبل. 
وفي النهاية تبقى نقاط مهمة جدا في نجاح أعمال لجنة (5+5) العسكرية أولها توافر المعلومات الدقيقة عن المرتزقة وأماكن تواجدهم وخاصة أن عددا كبيرا منهم انصهر بشكل معقد مع الميليشيات التي لا تخضع لقوات الدولة العسكرية والأمنية الرسمية، بل إن العديد منهم يحملون أرقاما وطنية حسب معلومات مؤكدة. 
وتبقى النتائج الإيجابية مرهونة بالتحرك الدولي الإيجابي لوقف ما تقوم به أنقرة من تدخلات مشينة في الشؤون السياسية الليبية.