وقُتل 12 فلسطينياً بينهم مسلحون وأطفال في عملية عسكرية إسرائيلية نفذت في جنين ومخيمها مطلع يوليو واستمرت ليومين، ووصفت بأنها الأعنف منذ سنوات.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن ديفيد يهودا إسحاق قتل بالرصاص على يد زملائه «بعد خطأ في التعرف إليه».
وأضاف الجيش أن «جندياً أطلق النار في اتجاهه بعد خطأ في التشخيص إثر قيامه بحركة أثارت الشبهات في أحد المباني»، وذلك خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية ومسلحين أثناء انسحاب الجيش.
ووصف رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية هرتسي هليفي، الحادث بأنه «صعب ومؤسف»، مؤكداً «استخلاص العبر اللازمة».
وشارك مئات الجنود في العملية التي تضمنت غارات حوية واستخدمت خلالها الجرافات المدرعة.
ويعيش في المخيم نحو 18 ألف لاجئ فلسطيني هم من بين أحفاد 760 ألف فلسطيني فروا أو طردوا من منازلهم خلال حرب 1948، التي اندلعت إثر إعلان قيام دولة إسرائيل.
وتُعد مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحاً لمواجهات متكررة بين القوّات الإسرائيليّة والفلسطينيّين.
وقتل في جنين منذ مطلع العام الجاري 48 فلسطينياً على الأقل، وهم من أصل 219 فلسطينياً قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال الفترة نفسها.
والجندي إسحاق من بين 31 إسرائيلياً قتلوا خلال النزاع بين الجانبين منذ يناير الماضي وفقاً لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس، استناداً إلى مصادر رسمية من الجانبين.
وبين القتلى الفلسطينيين مقاتلون ومدنيون وقصّر، وفي الجانب الإسرائيلي أغلبية القتلى هم مدنيون بينهم قصّر وثلاثة من الأقلية العربية.
ويعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية نحو 2.9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، إن العنف الإسرائيلي المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته على جميع المستويات السياسية والأمنية والمالية، لن يجلب السلام والاستقرار لأحد.
وأضاف أبوردينة في بيان أمس: «الأمن لا يتجزأ، إما سلام وأمن للجميع، أو لا سلام ولا أمن لأحد»، مؤكداً أن «السلام لن يتم دون رضا الشعب الفلسطيني، ووفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات المجالس الوطنية الفلسطينية».
كما انتقد «حملة الاعتقالات الكبرى التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي وصلت اليوم إلى أكثر من 50 مواطناً، والمترافقة مع عمليات القتل اليومية، والتي كان آخرها جريمة استشهاد الطفل عثمان عاطف أبوخرج (17 عاماً) من قرية الزبابدة قضاء جنين، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك، وتواصل إرهاب المستوطنين، ما أوصل الأمور إلى طريق مسدود وخطير».
وأشار أبو ردينة، إلى أن إدانات العالم لم تعد تكفي، والغياب الأميركي والموقف السلبي الذي تتخذه الإدارة الأميركية ساهما في زيادة اشتعال الأوضاع على الأرض.
وتابع: «على الجميع الإدراك أن هذه السياسة الإسرائيلية التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته لن تغير شيئاً، وأن الحقوق الفلسطينية الوطنية لا يمكن تجاوزها، وأن الأرض والمقدسات هي خطوط حمراء وستبقى كذلك إلى أن تحرر القدس ومقدساتها».