أخبار عالميةأهم الأخبار

الكرملين: نقل الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود من دون مشاركة روسيا «سيكون أمراً خطراً»

غادرت 12 سفينة محملة بالحبوب موانئ أوكرانية، أمس، على الرغم من أن روسيا تخلت عن اتفاق تدعمه الأمم المتحدة لضمان تدفق الصادرات من منطقة الصراع، فيما قال الكرملين إن استمرار نقل الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود من دون مشاركة روسيا «سيكون أمراً خطراً».

ودوّت صافرات الإنذار في أنحاء أوكرانيا، وهزّ دوي الانفجارات كييف، مع شن روسيا هجمات جوية جديدة، أمطرت المناطق الأوكرانية بالصواريخ. وقال مسؤولون أوكرانيون إن البنية التحتية للطاقة تضررت، ما أدى إلى انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه عن مناطق عدة.

لكن استئناف الصادرات الغذائية من الموانئ الأوكرانية يشير إلى تفادي أحد السيناريوهات المثيرة للقلق عالمياً، على الأقل في الوقت الراهن. وكان مسؤولون دوليون يخشون أن تعيد موسكو فرض حصار على الحبوب الأوكرانية، بعد أن أعلنت روسيا السبت انسحابها من البرنامج المدعوم من الأمم المتحدة، والذي يضمن سلامة سفن الشحن عبر البحر الأسود.

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس، إنه بما أن روسيا لا تستطيع ضمان ملاحة آمنة في المنطقة، فإنه «سيكون من الصعب تنفيذ» الاتفاق الدولي بشأن صادرات الحبوب.

وأضاف بيسكوف أن مبادرة الحبوب، التي تهدف لضمان استمرار تصدير الحبوب من أوكرانيا خلال الحرب، «ستأخذ فصلاً مختلفاً، أكثر خطورة ومن دون ضمانات» من دون مشاركة روسيا.

وقال منسق الأمم المتحدة للبرنامج أمير عبدالله، على «تويتر»: «لا يمكن أبداً أن تكون سفن الشحن المدنية هدفاً عسكرياً أو محتجزة رهينة. يجب أن يستمر تدفق الطعام».

وبعد فترة وجيزة، أكدت أوكرانيا أن 12 سفينة أبحرت من موانئها. وحملت السفن ما يصل مجموعه إلى 354 ألفاً و500 طن من الحبوب، وهي كمية تزيد بكثير على المعتاد في يوم واحد، ما يشير إلى أنه تم تحميل الشحنات المتراكمة بعد توقف الصادرات الأحد.

وتعد أوكرانيا وروسيا من أكبر مصدري الغذاء في العالم. وعلى مدار ثلاثة أشهر، عمل الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة على ضمان وصول الصادرات الأوكرانية إلى الأسواق، ما حال دون حدوث ما وصفه مسؤولون حول العالم بأنه قد يصل إلى حد مجاعة عالمية.

ودفعت أنباء انسحاب موسكو من الاتفاق أسعار القمح العالمية للارتفاع بأكثر من 5% صباح أمس.

وقالت موسكو إنها اضطرت للانسحاب من اتفاق الشحن، بعد أن ألقت باللوم على كييف في تفجيرات ألحقت أضراراً بسفن تابعة للبحرية الروسية في ميناء بالقرم يوم السبت.

ولم تؤكد أوكرانيا أو تنف مسؤوليتها عن تلك التفجيرات، لكنها تقول إن سفن البحرية الروسية هدف عسكري مشروع. وقالت موسكو إن الانفجارات جاءت نتيجة هجوم لأسطول من طائرات وغواصات مسيرة.

واتهمت الولايات المتحدة روسيا باستخدام الغذاء كسلاح، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن موسكو «تبتز العالم بالجوع». ونفت روسيا هذه الاتهامات، لكنها قالت إنه مع تضرر قواتها البحرية لم تعد قادرة على ضمان سلامة الملاحة.

ومن بين السفن التي أبحرت أمس سفينة يستأجرها برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، لنقل 40 ألف طن من الحبوب إلى إفريقيا التي تعاني موجة جفاف.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ساعد في التوسط في اتفاق الحبوب، في كلمة «حتى لو تصرفت روسيا بسلوك يتسم بالتردد، لأنها لم تحصل على الفوائد نفسها، فسنواصل جهودنا بحسم لخدمة الإنسانية».

وأضاف «جهودنا واضحة لتوصيل هذا القمح للدول التي تواجه خطر المجاعة. ومن خلال الآلية المشتركة التي أنشأناها في إسطنبول، أسهمنا في تخفيف أزمة الغذاء العالمية».

وكررت الضربات الصاروخية الروسية خلال ساعة الذروة صباح أمس، الأسلوب نفسه الذي اتبعته موسكو هذا الشهر، باستهداف البنية التحتية المدنية الأوكرانية، وخاصة محطات الطاقة.

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، إن 18 هدفاً، معظمها أهداف للبنية التحتية للطاقة، أصيبت بضربات صاروخية وطائرات مسيرة على 10 مناطق أوكرانية.

وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا «زخة أخرى من الصواريخ الروسية تضرب البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا. بدلاً من القتال في ساحة المعركة، تحارب روسيا المدنيين». وأضاف «لا تبرروا هذه الهجمات من خلال وصفها بأنها (مجرد) رد، فروسيا تفعل ذلك لأنها مازالت بحوزتها صواريخ، ولديها الرغبة في قتل الأوكرانيين».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أوليج نيكولينكو، إن الصواريخ تسببت في انقطاع الكهرباء والمياه.

وأضاف «روسيا ليست مهتمة بمحادثات السلام، ولا بالأمن الغذائي العالمي. هدف بوتين الوحيد هو الموت والدمار».

وكتبت السفيرة الأميركية لدى كييف، بريدجيت برينك، على «تويتر» «مثل ملايين الأوكرانيين، فريقنا في السفارة الأميركية بكييف يلوذ مرة أخرى بالمخابئ، بينما تواصل روسيا ضرباتها الصاروخية الوحشية والهمجية على شعب أوكرانيا في محاولة (لإغراق) البلاد في البرد والظلام، مع اقتراب فصل الشتاء».

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى