أخبار عاجلة

باشاغا: يمكن تزويد بريطانيا بالنفط إذا ساهمت في عمليات إعادة الاعمار

في ظل إستمرار الوضع المتأزم في ليبيا بعد فشل إجراء الإنتخابات والصراع السياسي الذي نشأ بين الأطراف السياسية، قال رئيس وزراء الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا، لصحيفة التليغراف البريطانية أمس أن ليبيا يمكن أن تزود المملكة المتحدة بالموارد التي تحتاجها إذا ساعد الغرب في إعادة بناء بلاده بعد سنوات من الحرب.

باشاغا أكد أن ليبيا يمكن أن تساعد في تعويض النقص في النفط الروسي إذا ساعد الغرب البلاد على تحسين حياة الشعب الليبي وتوفير الاستثمار والدعم اللازمين لها.

وقد صرح باشاغا في بداية الشهر الجاري، أنه يتوقع ممارسة مهامه في طرابلس خلال أيام دون استخدام القوة. حيث قال وقتها: “لدينا اتصالات مباشرة مع الغرب الليبي، مع طرابلس، النخبة السياسية وقادة الكتائب وأيضاً بعض الشخصيات المجتمعية”.

وأضاف: “بإذن الله ستكون الحكومة في الأيام القادمة قادرة على أن تمارس مهامها في طرابلس (..) قدومنا إلى طرابلس وإلى مقرات عمل الحكومة سيكون سلمياً بالكامل”.

إلا أنه وحكومته الى الآن لم يستطيعو دخول طرابلس، وجميع تحركاتهم باءت بالفشل، بسبب تمسك رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بموقفه، القائم على عدم تسليم الحكومة إلا لسلطة منتخبة، ورفضه لقرار البرلمان الليبي بشكل كامل.

وقد أثبت ذلك تصريحات لوزير الداخلية في الحكومة الليبية الجديدة عصام أبوزريبة، أيضاً. حيث أكد مقدرتهم على دخول طرابلس خلال ساعات، إلا أنه أرجع أسباب عدم فعلهم لذلك إلى مشكلة التسليم والاستلام. وقال أن طرابلس ما زالت تحت سيطرة الحكومة منتهية الولاية، أما المنطقة الجنوبية والشرقية فهي تحت سيطرة الحكومة الليبية، وأكد على أن فتحي باشاغا حريص على دخول طرابلس وتسلم السلطة دون إراقة أي دماء، إلا أن الدبيبة ليس مقتنعاً بالتداول السلمي للسلطة والديمقراطية ويرفض التسليم.

من جهته، حاول الدبيبة إقناع السلطات التونسية بالتدخل لمنع باشاغا من مواصلة اجتماعاته العسكرية والسياسية التي بدأها مؤخراً في تونس. حيث اجتمع الدبيبة في طرابلس مساء السبت مع السفير التونسي الأسعد العجيلي. كما أصدر تعليماته بالعمل على استتباب الأمن، ومنع أي تحركات تهدف إلى زعزعة الوضع في المنطقة الغربية، في لقائه مع عميد بلدية نالوت.

إضافة الى أن وسائل إعلام محلية، أشارت في الأيام الماضية الى تحشيد عسكري يحدث في طرابلس، عقب إجتماع باشاغا بعدد من قياديي ميليشيات الغرب الليبي. حيث شوهدت آليات تحمل أسلحة متوسطة وخفيفة تدخل طرابلس برفقة مسلحين، وتنتشر في بعض الشوارع والميادين الرئيسية فيها.

كل هذا تزامن مع إعلان مؤسسة النفط الليبية، أمس، حالة ” القوة القاهرة ” في ميناء البريقة النفطي (600 كيلومتر شرق طرابلس)، وهو رابع منشأة نفطية يعلن فيها ذات الإجراء خلال يومين، بعد أن أقفل محتجون العديد من هذه المنشآت. فقد، أعلن أعيان وأهالي منطقة الزويتينة (وسط) الأحد، إيقاف تصدير النفط من موانئ وحقول المنطقة “لحين خروج حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة من المشهد، وتسليمها السلطة إلى الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا”.

 

باشاغا يلعب بورقة النفط الحساسة في إطار الأزمة الناشئة عالمياً، ويحاول الصعود على متنها ودخول طرابلس. إلا أن المراقبون يُشيرون الى أن الدبيبة المدعوم من قبل الأمم المتحدة لن يتنازل عن السلطة بأي ثمن، وأن تحركات باشاغا وتصريحاته لن تؤثر شيئاً على الوضع القائم في البلاد حالياً. وبالعودة الى تصريحه الأخير بشأن المقايضة مع الغرب على النفط، فهو كلام فارغ، لن يؤخذ به. فلأكثر من شهرين، لم يستطع باشاغا البدء في تنفيذ أهداف حكومته وإلتزاماتها أمام الليبيين لعدم إستطاعته دخول طرابلس، وإيقاف الدبيبة بقوة القانون.

 

 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى